خيانة.. مهدئ.. وضربة حديدية: الحكاية الكاملة لجريمة البدرشين التي انتهت بالإعدام

لم يكن يتخيل الزوج البسيط "محمد عبد النبي"، أن حياته ستنتهي على يد أقرب الناس إليه، زوجته التي عاش معها سنوات في بيت واحد، وشاركها تفاصيل الحياة، بينما كان يكدّ نهارًا وليلاً من أجل لقمة العيش. لكن خلف الأبواب المغلقة، كانت الزوجة "دينا. د" قد باعت حبها ووفاءها، واستبدلته بعلاقة آثمة مع عشيقها "محمد. ع"، عامل تعرفت عليه وارتبطت به في الخفاء، حتى صارت لا ترى الحياة إلا بين أحضانه.
بداية الخيانة
على مدار عشرة أشهر، عاشت الزوجة في عالم آخر بعيدًا عن زوجها. كلما خرج للعمل، كانت تفتح بيتها للعشيق، تمنحه حبها ووقتها، وتخطط معه لمستقبل مظلم لم يكن يتخيل الزوج أنه سيكون خارجه. ومع مرور الأيام، لم تعد تكتفي باللقاءات السرية، بل صار يراودها حلم التخلص من الزوج نهائيًا، لتصبح حياتها مع العشيق بلا قيود.
خطة التخلص من الزوج
جلس العشيق مع الزوجة مرارًا، وراحا يرسمان ملامح خطتهما الشيطانية. المهدئ أولًا.. ضربة قاضية ثانيًا.. ثم ادعاء السرقة ليبدو كل شيء طبيعيًا.
تسلمت الزوجة من عشيقها عقارًا مهدئًا، واتفقا على أن تضعه لزوجها في الطعام أو الشراب. وفي ليلة الجريمة، حين عاد الزوج من عمله متعبًا، قدمت له مشروبًا دسّت فيه الدواء. لكن القدر لم يمهلهما؛ إذ شعر الزوج بتغير طعم الشراب فرفض تناوله.
لحظة التنفيذ
لم تيأس الزوجة. انتظرت حتى غلبه النوم، وحاولت أن تعطيه المهدئ بحقنة بالفم وهو نائم. فجأة استيقظ، وحاول مقاومتها، وفي اللحظة ذاتها خرج العشيق من مخبئه داخل دولاب غرفة النوم حاملاً قطعة حديدية.
وبكل قسوة، انهال على رأس الزوج من الخلف عدة مرات، حتى سقط غارقًا في دمائه، وسط صمت الزوجة التي كانت شريكًا أصيلًا في الجريمة.
محاولة تضليل الشرطة
لم تكتف الزوجة بما حدث، بل واصلت خطتها مع العشيق. بعثرت محتويات المنزل، وأعطته بعض المال وسلاحًا يخص زوجها، ليدّعي أن لصوصًا اقتحموا الشقة. ثم أخذ العشيق بعض متعلقات المجني عليه وتخلص منها في ترعة مجاورة، قبل أن يهرب تاركًا الزوجة تستكمل المسرحية.
وبصوت مصطنع، أبلغت الزوجة الشرطة: "ناس غريبة اقتحموا الشقة وضربوا جوزي وسرقونا وهربوا".
سقوط الزوجة والعشيق
لم تنطلِ الحيلة على رجال المباحث. راقبوا تصرفاتها، تتبعوا تحركاتها، وفتشوا في تفاصيل حياتها. ولم تمر ساعات حتى تحولت الشكوك إلى يقين. واجهها الضباط بالأدلة، فانهارت واعترفت بكل شيء، وأكدت أن العشيق هو من نفذ الجريمة بضربات الحديد، بمساعدتها هي.
وبعد ضبط العشيق، لم يجد مهربًا من الاعتراف، فأقرّ بما ارتكبه مع الزوجة، في واحدة من أبشع جرائم الخيانة الزوجية التي شهدتها محافظة الجيزة.
أحالت النيابة المتهمين للمحاكمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مقترنًا بجريمة السرقة. وبعد إحالة أوراقهما إلى مفتي الجمهورية، جاء الحكم النهائي من محكمة جنايات جنوب الجيزة: الإعدام شنقًا للزوجة الخائنة وعشيقها.
وهكذا أسدل الستار على جريمة بدأت بخيانة وانتهت على حبل المشنقة، لتكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يقتل الوفاء ويستبدله بالغدر والخيانة.