أسرار من داخل بيت العائلة.. كيف تحولت الزوجة وشريكها ”الابن” إلى قتلة؟

في هدوء منزل صغير بقرية رواج التابعة لمركز البياضية بمحافظة الأقصر، عاش الحاج "حسن. م"، السبعيني، حياة مليئة بالتقلبات. الرجل الذي تجاوز السبعين من عمره، كان موظفًا بالمعاش، تزوّج خمس مرات من قبل، وأجبرته زوجته الأخيرة "عبلة. ع" على تطليق أربع نساء، لتظل هي السيدة الأولى والأخيرة في حياته، وقد أنجبت منه ابنهما الوحيد "أحمد"، شاب في بداية الثلاثينيات يعمل مبلط سيراميك.
لكن رياح الحياة لم تسر كما اشتهت الزوجة. فمع مرور الأيام، أعلن الزوج رغبته في الزواج مجددًا للمرة السادسة، ما أثار بركانًا من الغضب في قلب "عبلة"، التي خشيت أن يبدد الزوج الميراث والمنزل إن أنجب أولادًا آخرين من الزوجة الجديدة. ومن هنا بدأ الشيطان ينسج خيوط جريمة هزّت الشارع المصري.
بداية المؤامرة
جلست الزوجة مع ابنها "أحمد" تزرع في صدره بذور الكراهية تجاه والده، مؤكدة أن زواجه الجديد سيحرمه من حقه في الميراث، ويهدد مستقبله بالكامل. ومع تكرار التحريض، اقتنع الابن بما تقول، ووافق على مساعدتها في التخلص من أبيه.
خطة السم
لم تكن الجريمة وليدة اللحظة، بل تم التخطيط لها بعناية. ففي يوم الحادث، أعدت الزوجة الطعام كعادتها، لكنها دسّت السم فيه بالتنسيق مع ابنها. جلس الأب على مائدة الطعام مطمئنًا، غير مدرك لما يدبّر له داخل بيته. وبعد دقائق من تناوله الطعام، بدأت السموم تسري في جسده، فشعر بآلام مبرحة وبدأ يصرخ طالبًا النجدة.
لحظة التنفيذ
لم يتحمّل الابن سماع صرخات والده، لكن تحريض الأم كان أقوى من أي عاطفة. هرع الاثنان إلى غرفة الأب، وأطبقا على أنفاسه حتى فارق الحياة. في تلك اللحظة، تحولت غرفة المعيشة إلى مسرح مأساوي لجريمة مكتملة الأركان، نفذتها زوجة غاضبة وابن عاق.
ادعاءات كاذبة
خرجت الزوجة إلى الجيران مسرعة وهي تذرف دموعًا مصطنعة، مدعية أن زوجها اصطدم رأسه بجسم صلب داخل المنزل ما أدى لوفاته في الحال. وبالفعل صدّق البعض روايتها في البداية، لكن أصوات استغاثات الأب التي سمعها الجيران قبل دقائق أثارت الشكوك.
بلاغ الجيران وكشف الحقيقة
أبلغ الأهالي قوات الشرطة بما حدث. وعلى الفور، حضر رجال المباحث إلى المنزل، ليجدوا جثة الرجل مسجاة بلا حراك. وأكد الطبيب الشرعي أن الوفاة ليست طبيعية، بل ناجمة عن التسمم وكتم الأنفاس، ما أسقط رواية الزوجة.
انهيار واعتراف
أمام أدلة المباحث وتضييق الخناق، انهارت الزوجة واعترفت بكل تفاصيل الجريمة، مؤكدة أنها خططت مع ابنها لقتل الزوج خوفًا من زواجه مجددًا وضياع الميراث.
النيابة تمثل الجريمة
أمرت النيابة العامة باصطحاب المتهمة إلى مسرح الجريمة لتمثيل الواقعة، وسط حراسة أمنية مشددة، كما أمرت بحبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثمان.
أما الابن "أحمد"، فقد وقف أمام رجال المباحث صامتًا، وكأن لسان حاله يقول إنه لم يدرك حجم الكارثة التي ارتكبها إلا بعدما فقد والده بيديه.ش