من الحب والصداقة إلى الخيانة والقتل: قصة الحاجة هدى في طنطا
في حارة هادئة بمركز طنطا، محافظة الغربية، كانت الحاجة هدى تمثل روح المكان، امرأة سبعينية تحمل في قلبها دفء الأمهات وابتسامة صافية تسبق كلامها، وصوتًا يفيض حنانًا على كل من يقترب منها. لم تكن ثرية بالمال، لكنها كانت غنية بالمحبة والرضا، تمد يدها لكل محتاج، وتفتح قلبها قبل بابها لكل زائر.
لكن القدر لم يكن لطيفًا معها، فقد جاء الخير الذي منحته للآخرين ثمرةً للخيانة، والتي انتهت بجريمة قتل مروعة.
جيرة ومحبة: الحاجة هدى وجيرانها
عاشت الحاجة هدى سنوات طويلة بسلام في بيتها الصغير بعد أن غادر الأبناء والأحفاد. لم تكن وحدتها ثقيلة، فالجيران كانوا يرون فيها أمًا وأختًا، وكانت جارتها رباب أقربهم إليها، شريكة أسرارها ورفيقة أيامها.
العلاقة بينهما بدت أقوى من صلة الدم، لكن الطمع لا يعرف الرحمة. فقد استولت رباب على الذهب الذي كانت تحمله هدى، ليس كماليات، بل كذكريات ثمينة من زوجها الراحل، قطعة من روحها وذكريات عمر كامل.
المواجهة القانونية تتحول إلى مأساة
لم تصمت الحاجة هدى، ولجأت إلى القانون لإعادة حقها. أخبرت رباب صراحة: "إنتي اللي سرقتيني.. ولو ما رجعتيش الذهب هكمل في الإجراءات".
لكن هذه الكلمات كانت كفيلة بتحويل صديقة العمر إلى قاتلة. لم تفكر رباب في سنوات الجيرة والصداقة، ولم تتذكر اللحظات الجميلة التي جمعتها بصديقتها.
جريمة قتل بدم بارد
في لحظة واحدة، مدّت رباب يدها إلى رقبة الحاجة هدى، وأطفأت أنفاسها، لتسقط الضحية صامتة على أرض بيتها. الدفء الذي كان يملأ المكان تحول إلى صمت قاتل ومسرح جريمة.
وعندما لاحظ الجيران غياب الحاجة هدى لساعات، دب القلق في القلوب، وعند فتح الباب اكتشفوا الصدمة: جسدها ملقى على الأرض، ووجهها شاحب، وآثار الخنق واضحة.
سقوط القناع: كشف الجريمة
تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، جمعت الأدلة، راجعت الكاميرات، وتتبعت خيوط القضية حتى سقط القناع عن رباب، وسقطت هي في قبضة الشرطة.
اعترفت المتهمة قائلة: "ما كنتش عايزة أوصل لكده.. خوفي هو اللي ضيعني"، لكن كلماتها لم تُجدِ، فقد اكتملت الجريمة، وكان الغدر قد وقع.
النيابة تتولى التحقيق
تم تحرير محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بحبس المتهمة رباب على ذمة التحقيقات، فيما تستمر الجهات الأمنية في دراسة ملابسات الحادث لضمان وصول العدالة إلى نهاية هذه القصة المأساوية.















