مكالمة شيطانية.. كيف تحولت كلمات القلق لرسالة موت أنهت حياة عامل؟

في عام 2011، ورث الشاب رأفت نحو سبعة أفدنة من الأرض الزراعية ومجموعة من المعدات من والده الراحل.
في تلك الفترة اقتربت منه فتحية، وهي سيدة تكبره بعامين. نشأت بينهما علاقة عاطفية قوية، انتهت بالزواج، رغم رفض أسرة رأفت في البداية بسبب فارق السن. لكن الشاب تمسك بها، معتبراً أن الحب أقوى من كل الاعتبارات.
حياة مستقرة على السطح
عاش الزوجان حياة هادئة في قرية صغيرة بمحافظة البحيرة. كان رأفت يعمل ليل نهار في أراضيه بمعداته الزراعية، بينما تولت فتحية إدارة شؤون المنزل.
ومع مرور الوقت، طلبت الزوجة من زوجها أن يسمح لها بمتابعة العمال في الأرض، بحجة الحرص على ممتلكاته. لم يتردد رأفت ووافق، مُظهراً ثقة كبيرة فيها.
دخول العشيق إلى المشهد
خلال عملها في الأراضي، لفت نظر فتحية شاب يُدعى إبراهيم، قوي البنية ويستأجر أرضًا مجاورة. سرعان ما تبادلت معه النظرات ثم الأحاديث، ولم يمر وقت طويل حتى تبادلا أرقام الهواتف.
بدأت العلاقة بينهما في الخفاء، وتطورت إلى علاقة غير شرعية أثارت الشكوك بين العمال الذين لاحظوا تقاربهما غير المبرر.
خطة شيطانية للتخلص من الزوج
ومع تزايد تعلقها بإبراهيم، وجدت فتحية أن وجود زوجها أصبح عقبة أمامها. عندها طرحت عليه فكرة التخلص من رأفت نهائيًا، طمعًا في الاستحواذ على الأرض والمعدات، ثم الزواج به.
ورغم ضعف حالته المادية، وافق إبراهيم على اقتراحها، مستسلمًا لرغباتها. وهكذا بدأت خيوط الجريمة تُنسج في الخفاء.
ليلة الدم.. يناير 2017
في أحد أيام يناير 2017، أنهى رأفت صيانة جراره الزراعي واستعد للعودة إلى منزله. اتصلت به فتحية متظاهرة بالقلق والاهتمام، وسألته عن مكانه وموعد عودته.
ظن الزوج أن الأمر لا يعدو اهتمامًا زوجيًا معتادًا، لكنه لم يكن يدري أن المكالمة كانت في الحقيقة إشارة مشفرة إلى عشيقها بأن اللحظة قد حانت.
تنفيذ الجريمة البشعة
وقف إبراهيم مترصدًا له على الطريق، وبمجرد أن ظهر رأفت عاجله بسبع ضربات متتالية باستخدام شاكوش حديدي. لم يُمهله فرصة للنجاة، فسقط غارقًا في دمائه.
بعدها جرّ جثته إلى مصرف قرية فرهاش وألقاها بداخله، ثم أبلغ فتحية بانتهاء المهمة.
اكتشاف الجثة وصراخ القرية
مع طلوع النهار، عثر الأهالي على جثة ملقاة على حافة المصرف. سادت حالة من الذعر في القرية، وسرعان ما أُبلغت أجهزة الأمن التي حضرت لفحص الواقعة.
سقوط الزوجة والعشيق
بدأت التحريات التي أجرتها مباحث البحيرة تكشف الخيوط. ورغم محاولات فتحية التظاهر بالحزن والإنكار، إلا أن خيوط الشك حامت حولها بعد التأكد من علاقتها المشبوهة بإبراهيم.
الأدلة الجنائية جاءت حاسمة، حيث وُجدت بصمات العشيق على أداة الجريمة، وهو ما لم يترك له مجالًا للإنكار. اعترف أمام جهات التحقيق بارتكاب الجريمة بتحريض من الزوجة.
العدالة تُعلن كلمتها
أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين وإحالتهما إلى محكمة جنايات البحيرة. وبعد جلسات المحاكمة، أصدرت المحكمة حكمها النهائي: الإعدام شنقًا للزوجة وعشيقها، ليكونا عبرة لكل من تسول له نفسه خيانة العِشرة واللجوء إلى الدماء لتحقيق أطماعه.