عش الزوجية يتحول إلى ساحة موت.. زوجة وعشيقها يقتلان الزوج غدرًا في منشأة ناصر

في قلب حي منشأة ناصر الشعبي بالقاهرة، وبين الأزقة الضيقة التي تزدحم بالحياة نهارًا وتختبئ فيها الأسرار ليلًا، شهدت المنطقة واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام؛ حين أقدمت ربة منزل على قتل زوجها بمساعدة عشيقها، في محاولة يائسة لطمس الحقيقة وإخفاء الجريمة التي كان دافعها الأول هو الخيانة والرغبة في الحرية الملعونة.
بداية الحكاية.. علاقة محرّمة تفتح باب الجريمة
كانت “م. ج.”، فتاة في الثانية والعشرين من عمرها، تعيش حياة زوجية عادية ظاهريًا، مع زوجها العامل البسيط “ه. ع.” داخل شقة متواضعة بحي منشأة ناصر، لكن خلف جدران تلك الشقة كانت مشاعرها تسلك طريقًا آخر.
تعرفت على “أ. م.”، شاب يبلغ 25 عامًا يعمل سائقًا في المنطقة، ومع الوقت تحولت نظرات الإعجاب إلى علاقة محرمة. لم يستطع الاثنان إخفاء حبهما، وبدأت اللقاءات الخفية تزداد بينهما، حتى صارا لا يطيقان الفراق.
خطة شيطانية.. “لازم نخلص منه”
حين ضاق بهما الخفاء، خططا للتخلص من الزوج المظلوم حتى يخلو لهما البيت والحياة. بيتا النية وعقدا العزم على قتله، وبدأت الزوجة تنفيذ الجزء الأول من الخطة، فأخفت سكينًا حادًا داخل درج غرفة نوم زوجها استعدادًا لليلة التنفيذ.
في تلك الليلة المشؤومة، تسلل العشيق إلى الشقة عبر نافذة الحمام بهدوء قاتل، بينما كانت الزوجة تمهد الطريق بفتح الباب وإطفاء الأنوار.
اقترب من الزوج النائم بخطوات باردة، ثم غرس السكين في ظهره غرسة غادرة أوقظته على صوت أنفاسه الأخيرة.
مقاومة فاشلة.. وطعنة النهاية
أفاق الزوج المصدوم محاولًا الدفاع عن نفسه وانتزاع السكين، لكن العشيق تفوق عليه في القوة، وسدد له طعنة أخرى قاتلة في الصدر، ليلقى مصرعه على الفور وسط بركة من الدماء، بينما كانت الزوجة تراقب المشهد في صمتٍ شيطاني، تتأكد أن خطتها اكتملت بنجاح.
محاولات فاشلة لطمس الجريمة
لم يتوقف الجانيان عند حد القتل، بل حاولا إخفاء الجثة ومعالم الجريمة، إلا أن ارتباكهما وخوفهما فضح أمرهما. تركا المكان في حالة فوضى، بينما كانت آثار الدماء والسكين الملطخة تشير بوضوح إلى هوية القاتلَين.
حين حضرت أسرة الضحية بعد ساعات، اكتشفوا الفاجعة، وأيقنوا أن وراء الجريمة شيئًا غير طبيعي، خاصة مع اختفاء الزوجة المفاجئ وتناقض أقوالها.
سقوط العشيقين
أبلغت الأسرة قسم شرطة منشأة ناصر بالحادث، لتتحرك الأجهزة الأمنية بسرعة.
وبعد التحريات المكثفة، تبين أن الزوجة وعشيقها هما من دبرا ونفذا الجريمة.
تم القبض عليهما في كمين محكم، وبمواجهتهما اعترفا تفصيليًا بما حدث، مؤكدين أن الهدف من القتل كان التخلص من الزوج حتى يتمكنا من الزواج والعيش معًا.
العدالة تنتصر.. الإعدام نهاية الخيانة
بعد تحقيقات مطولة أجرتها النيابة العامة، أُحيل المتهمان إلى محكمة جنايات شمال القاهرة، التي باشرت نظر القضية المقيدة برقم 297 لسنة 2019 جنايات منشأة ناصر.
وبعد عام من الجريمة، وفي ديسمبر 2020، صدر الحكم النهائي:
الإعدام شنقًا للزوجة الخائنة وعشيقها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
النهاية المأساوية
تحولت قصة حب آثمة إلى نهاية مأساوية على حبل المشنقة، وتحوّل المنزل الذي كان شاهدًا على الخيانة إلى شاهد على العدالة، بعدما دفع الزوج حياته ثمنًا لثقةٍ غدر بها أقرب الناس إليه.
وهكذا، طُويت صفحة جديدة من دماء في عش الزوجية، لتبقى العبرة أن الخيانة طريقها واحد… إلى المقصلة.