اصابع الاتهام تشير إلى شقيقه.. الأمن يكثف جهوده لكشف لغز مقتل طالب في قنا

في جريمة هزّت الهدوء الريفي لمحافظة قنا، وتحديدًا في قرية الشرقي بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي، عُثر صباح اليوم الثلاثاء على جثة طالب يبلغ من العمر 12 عامًا ملقاة على جانب الطريق الزراعي، وعليها آثار تشير إلى وجود شبهة جنائية، وسط حالة من الحزن والذهول بين الأهالي.
تفاصيل الواقعة
تلقى مدير أمن قنا بلاغًا يفيد بالعثور على جثة الطفل محمد. ر. ف، مصابًا بجرح قطعي في الرقبة وغارقًا في دمائه، بالقرب من مدخل القرية.
وعلى الفور، انتقلت قوة من مركز شرطة نجع حمادي إلى مكان الحادث، وفرضت طوقًا أمنيًا حول الموقع، بينما بدأ فريق البحث الجنائي في جمع الأدلة وفحص محيط الواقعة لتحديد ظروف وملابسات الجريمة.
التحريات الأولية
كشفت التحريات الأولية أن أصابع الاتهام تتجه نحو شقيق المجني عليه (خالد)، وذلك في ظل وجود خلافات ومشاحنات سابقة بينهما داخل الأسرة.
وأوضحت المصادر الأمنية أن المتهم معروف بتعاطيه المواد المخدرة، وهو ما يُرجح أن يكون دافع الجريمة مرتبطًا بحالة نفسية أو سلوكية غير مستقرة نتيجة الإدمان.
في الوقت ذاته، لم تستبعد التحريات احتمال تورط طرف ثالث أو وجود شخص آخر ساعد في التخلص من الجثة، وجارٍ فحص جميع الاحتمالات.
الإجراءات الأمنية
تواصل أجهزة الأمن تحرياتها المكثفة وتحليل الأدلة الجنائية، حيث تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، وتكليف الطبيب الشرعي بتشريحها لبيان سبب الوفاة ووقت حدوثها بدقة.
كما تم استدعاء أفراد أسرة المجني عليه للاستماع إلى أقوالهم، وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها العاجلة في الحادث، مع إصدار أوامر بتحليل عينات الحمض النووي وفحص بصمات مسرح الجريمة.
جريمة أسرية جديدة تهز قنا
تأتي هذه الواقعة لتسلّط الضوء على تصاعد الجرائم الأسرية في بعض المناطق الريفية، والتي تتغذى على الخلافات العائلية، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتعاطي المواد المخدرة.
ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الجرائم تمثل ناقوس خطر للمجتمع، خصوصًا حين يتحول البيت الآمن إلى ساحة دماء، وتتحول روابط الأخوّة إلى مأساة تدمي القلوب.
جهود مكثفة لكشف الحقيقة
أكد مصدر أمني أن فرق البحث تعمل على تضييق دائرة الاشتباه، مشيرًا إلى أن التحقيقات ستشمل فحص علاقات المجني عليه وأسرته وجيرانه، مع تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون في كشف ملابسات الجريمة وتقديم الجاني إلى العدالة في أسرع وقت ممكن.
مأساة جديدة على طريق العنف الأسري
تحولت قرية الشرقي بهجورة إلى بيت عزاء كبير، حيث خيّم الحزن على وجوه الأهالي الذين لم يصدقوا أن الخلاف بين شقيقين يمكن أن ينتهي بجريمة قتل بشعة.
ويبقى السؤال الذي يشغل الجميع:
هل كان الشقيق هو الجاني بالفعل؟ أم أن هناك طرفًا خفيًا حرّك خيوط المأساة؟
التحقيقات لا تزال جارية، والأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف لغز الجريمة التي صدمت قنا.