نشر صور مسيئة ومحاولة القتل.. قصة نجاة امرأة من زوجها المدمن

"ياسمين" اسم مستعار لربة منزل في العشرينات، لكن قلبها حمل فوق عمرها سنوات من الألم والمعاناة. تزوجت في سن مبكرة من رجل أنجبت منه طفلين، على أمل أن يكون بيتها الأول ملاذًا للأمان والاستقرار، لكنها وجدت نفسها محاصرة في عالم من الخلافات والآلام. لم يدم الزواج طويلاً، فاختارت الانفصال بحثًا عن بداية جديدة، على أمل أن تجد في الزواج الثاني ما فشل الأول في تحقيقه، غير أن القدر كان يُخبئ لها فصولًا جديدة من الجحيم.
الزواج الثاني.. وعود وواقع صادم
بدأت علاقتها بالزوج الثاني بالوعود والحنان، حتى شعرت أنها بدأت فصلًا جديدًا في حياتها. لكنها سرعان ما اكتشفت أن الرجل الذي اختارت قلبها وثقتها به، كان مدمنًا على المواد المخدرة. حاولت الصبر، حاولت الإصلاح، لكنها سرعان ما اصطدمت بوجه آخر من العنف اليومي والاتهام المستمر.
ذات يوم، وأثناء وجودها في عملها، اتصل بها زوجها الجديد بصوت هادئ يطلب منها العودة إلى المنزل، معللًا ذلك بأن والده المسن سيقيم معهم مؤقتًا، وأنها بحاجة للاهتمام به. صدقت "ياسمين" الكلام وعادت فورًا، دون أن تدري أن هذه العودة ستكون بداية سلسلة من الكوابيس.
اتهامات جنونية وإذلال متواصل
بمجرد عودتها، بدأت "ياسمين" في رعاية والد زوجها كما طلب، لكن الحياة أخذت منحى مظلمًا. في لحظة جنون، اتهمها الزوج بأنها على علاقة بوالده العجوز. صرخت "ياسمين" وأنكرت الاتهام، توسلت إليه أن يصدقها، لكنه أصر على إذلالها. أجبرها على إجراء فحوصات طبية لإثبات براءتها من اتهام باطل، محاولًا إذلالها نفسيًا وجسديًا.
بعد شهر ونصف فقط من الزواج، وصل الوضع إلى نهايته الرسمية بالطلاق، لكنها لم تجد فيه الحرية التي كانت تتوقعها، بل استمر العذاب بعد الانفصال.
ملاحقات متكررة.. العنف لا يتوقف
بعد الانفصال، بدأ طليقها الجديد بملاحقتها في كل مكان، أمام منزلها وعند عملها وفي الشارع. لم تقتصر ممارساته على المضايقات، بل تعدت إلى الاعتداء الجسدي، وسرقة هاتفها وأموالها. كل حادثة كانت تتركها أضعف وأكمل ألمًا، لكنها كانت تحاول الصمود من أجل نفسها وطفليها.
الهجوم الأخير.. محاولة قتل وفقدان للسلامة
ذات يوم، وبينما كانت "ياسمين" أمام منزل والديها بأكتوبر، رصدها طليقها وانتظرها حتى عادت إلى الداخل. صعد خلفها على الدرج، وفي لحظة هوس، أشهر سلاحًا أبيض محاولًا ذبحها من العنق، وهو يصرخ بعبارات غاضبة.
لكن القدر تدخل، فانزلق على الدرج، فانفلت السلاح من يده. رغم ذلك، ترك لها جرحًا قطعيًا في الوجه أدى إلى تشوه دائم، بالإضافة إلى إصابة عميقة في الرأس.
التشهير والإهانة.. الألم النفسي قبل الجسدي
قبل محاولة قتلها، نشر طليقها صورًا خاصة لها بملابس منزلية على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعبارات مسيئة ومهينة، في محاولة لتدمير سمعتها نفسيًا واجتماعيًا، قبل أن يحاول إنهاء حياتها جسديًا.
نجاة ومعركة مستمرة
اليوم، تعيش "ياسمين" وهي تحمل على وجهها آثار الاعتداء، وعلى قلبها ندوب لا تُرى. لكنها ما زالت على قيد الحياة، لتروي قصتها بنفسها، لتثبت أن النجاة أحيانًا لا تعني حياة جديدة بالكامل، بل الحق في البقاء رغم كل شيء حاول الآخرون محوه.