صرخة أبٍ مكلوم في جنازة أبنة.. مأساة الطفل المقتول على يد زميله بمنشار كهربائي تزلزل القلوب

لم تكن الإسماعيلية على موعدٍ مع جريمةٍ كهذه منذ زمن، جريمةٌ تتجاوز حدود الفعل الإجرامي إلى كسرةٍ في قلب أبٍ لا تُداوى ودمعة أمٍ لا تجف. هرّ الرجال لا يُخفى على العيون، فحين انهار والدُ التلميذ المقتول وهو يحتضن نعشَ ابنه، بدا المشهد أكبر من أن يُحتمل؛ أبٌ مفجوعٌ يودّع فلذة كبده الذي كان بالأمس يوقظه للمدرسة، فعاد اليوم إلى بيته في كفنٍ أبيض.
دموع ووجع وحسرة في جنازة تُبكي القلوب
تحوّل موكب تشييع الطفل إلى ملحمة وجع جماعي، تمايل فيها الرجال من شدة الحزن، وارتفعت أصوات البكاء في شوارع القرية التي لم تصدّق أن لعبةً طفولية تحوّلت إلى كارثة أنهت حياة صغيرٍ لم يتجاوز الثانية عشرة. وقف الأب المنكسر عاجزًا عن الوقوف، يردد كلماتٍ منكسرة لا يسمعها إلا الله، فيما أصدقاء المدرسة يقفون مذهولين أمام مأساة لم يستوعبها عقل.
تفاصيل الجريمة البشعة التي هزّت الإسماعيلية
الجريمة وقعت حين أقدم طفلٌ مراهق لم يتجاوز الثالثة عشرة على استدراج زميله إلى شقة أسرته مستغلًا غياب والديه. هناك، في لحظة طيشٍ قاتلة، هاجم زميله وقتله بطريقةٍ مروعة، ثم استخدم منشارًا كهربائيًا يعود لوالده النجار لتقطيع الجثمان إلى أشلاء، محاولًا التخلص منه في مشهدٍ مرعب لا يصدّقه عقل.
وكشفت التحقيقات أن الجاني تأثر بأحد مشاهد العنف في مسلسلٍ درامي كان يتابعه مؤخرًا، ما دفعه إلى تنفيذ فعلته بتفاصيل مشابهة لما شاهده على الشاشة، في دلالةٍ صادمة على أثر المحتوى العنيف على عقول المراهقين.
صمتٌ يخيّم على المدينة وقلوبٌ تئنّ من الوجع
لواقعة زلزلت محافظة الإسماعيلية بأكملها، حيث سيطر الحزن على الأهالي الذين وقفوا مذهولين أمام فقدان البراءة وتحول طفلٍ إلى قاتلٍ بدمٍ بارد. مشهد الجنازة، وصوت الأب المكلوم عند قبر ابنه، اختصر حجم المأساة التي لا تُمحى من الذاكرة.
صرخة للمجتمع والأسرة والإعلام
الحادثة فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول دور الأسرة في الرقابة على الأبناء، وضرورة ضبط المحتوى الإعلامي الذي يعرض مشاهد عنفٍ تترك أثرًا مدمرًا في نفوس الصغار. فبين إهمالٍ أسري وغياب رقابة، واندماجٍ مرضي في العالم الافتراضي، ضاع طفلان: أحدهما رحل ضحية، والآخر فقد إنسانيته إلى الأبد.
هكذا خُتمت القصة بدموع أبٍ لا تجف، وقبرٍ صغيرٍ يحتضن البراءة.
سيبقى صدى صرخته في جنازة ابنه شاهدًا على وجعٍ لا يشفى، ومأساةٍ لا تُنسى، تذكّر الجميع بأن القهر حين يسكن قلب الأب لا يرحل ما دام في الصدر نفسٌ يتردد.