جريمة غامضة تهز أجا بالدقهلية.. شاب يطعن مسنًا حتى الموت والطب الشرعي يكشف التفاصيل قريبًا

شهدت قرية كيت أبو الحسين التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية واقعة مروعة جديدة، بعدما لقي مسن يبلغ من العمر 70 عامًا مصرعه متأثرًا بطعناتٍ متفرقة سددها له شاب في مقتبل العمر، في ظروفٍ غامضة لم تتضح دوافعها بعد، وسط حالة من الصدمة بين الأهالي الذين لم يصدقوا أن تلميذ الأمس تحول إلى قاتلٍ يطعن رجلًا مسنًا حتى الموت.
وبحسب ما ورد في بلاغ مديرية أمن الدقهلية، فقد تلقى مدير الأمن إخطارًا من مدير المباحث الجنائية يُفيد بمقتل شخص داخل نطاق قرية ميت أبو الحسين، بدائرة مركز أجا.
وانتقلت قوة من ضباط وحدة المباحث إلى مكان الواقعة، حيث تبين أن الجثمان يعود إلى المواطن فوزي علي، 70 عامًا، وقد فارق الحياة إثر تعرضه لعدة طعنات نافذة سددها له المتهم هاني (17 عامًا) باستخدام أداة حادة، قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به وتسليمه إلى الأجهزة الأمنية.
جرى نقل جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى أجا المركزي تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة تفصيليًا، فضلًا عن تحديد أداة الجريمة وزاوية الطعنات، بما يساعد في كشف الملابسات الدقيقة للحادث، وما إذا كانت هناك شبهة دفاع عن النفس أو سبق الإصرار.
وتواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها المكثفة بالتنسيق مع النيابة العامة لكشف ملابسات الواقعة، فيما يجري استجواب المتهم الذي التزم الصمت في بداية التحقيق قبل أن يدلي باعترافٍ أولي بأنه تشاجر مع المجني عليه بسبب خلافٍ لم يُعلن عنه بعد.
دور الطب الشرعي في كشف أسباب الوفاة الغامضة
يلعب الطب الشرعي دورًا أساسيًا في تحديد السبب الحقيقي للوفاة في مثل هذه القضايا الغامضة.
فمن خلال تشريح الجثمان وفحص مواضع الطعنات، يمكن للخبراء تحديد اتجاه القوة المستخدمة، ونوع الأداة الحادة، والمسافة بين الجاني والمجني عليه، إضافة إلى الزمن التقريبي للوفاة.
ويُسهم التقرير النهائي للطب الشرعي في حسم الجدل حول ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن جريمة عمدية أو دفاعية أو عرضية، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في مسار التحقيقات القضائية.
الإجراءات القانونية بعد نقل جثمان ضحية القتل للمشرحة
بعد وقوع الحادث، تتخذ الشرطة عدة إجراءات متسلسلة، تبدأ بـ:
-
تحرير محضر رسمي بالواقعة وتوثيق مكان الجريمة بالصور والفيديو إن لزم الأمر.
-
إخطار النيابة العامة، وهي الجهة المخوّلة بإصدار قرار نقل الجثمان للمشرحة.
-
انتداب مفتش الصحة أو الطبيب الشرعي لإعداد التقرير المبدئي عن الوفاة.
-
بعد انتهاء التشريح، يُسلم الجثمان إلى ذويه لدفنه، وتُحال نتائج التحقيقات إلى النيابة التي تصدر قرارها بشأن إحالة المتهم للمحاكمة أو استكمال التحقيقات.
هل المخدرات كانت دافعًا لجريمة مشابهة؟
في حوادث سابقة بمحافظات مختلفة، كشفت التحقيقات أن المخدرات كانت وراء عدد من جرائم القتل الأسري، مثل حادثة مقتل والد على يد نجله في المنيا في يونيو 2025، حيث أثبتت التحريات أن الابن كان تحت تأثير المواد المخدرة أثناء ارتكابه الجريمة.
هذه الوقائع تطرح تساؤلات واسعة حول تأثير الإدمان على العنف المجتمعي، وتبرز الحاجة إلى برامج توعية أسرية ورقابة مجتمعية أكثر فاعلية لحماية الشباب من الانزلاق نحو الجريمة.
في النهاية، تبقى جريمة كيت أبو الحسين حلقة جديدة في سلسلة حوادث تهز الضمير الإنساني، وتُعيد إلى الواجهة سؤالًا جوهريًا:
كيف يُمكن للمجتمع أن يحمي أبناءه من الانفلات، وأن يمنع مأساة جديدة قبل أن تقع؟