“الفلوس أو الحبس”.. عصابة تنصب على الأثرياء بقضايا كيدية في 5 محافظات
انقلبت حياة عشرات العائلات بمحافظة الدقهلية رأسًا على عقب، بعدما اكتشفوا أنهم ضحايا تشكيل عصابي محترف، تخصص في تلفيق قضايا وبلاغات كيدية لمواطنين ميسوري الحال في محافظات لم يزوروها من قبل، ضمن خطة محكمة للابتزاز والاستيلاء على أموالهم.
بلاغات كيدية لعائلات لم تغادر محافظتها
بدأت القصة حين فوجئت عائلة أشرف المغاوري وأشقاؤه وأبناؤه بوصول عشرات الإخطارات القضائية إليهم، تفيد باتهام كل فرد منهم في قضايا إيصالات أمانة بقيمة 20 ألف جنيه للقضية الواحدة.
وبحسب المستندات التي حصلت عليها "تليجراف مصر"، بلغ عدد القضايا المقيدة ضد العائلة 146 قضية في 4 محافظات هي: القاهرة، الجيزة، الغربية، ودمياط، رغم أن أفراد العائلة لم يغادروا نطاق محافظة الدقهلية.
33 عائلة متورطة في 146 قضية بنفس الأسلوب
لم تكن عائلة المغاوري الضحية الوحيدة؛ فبعد التواصل بين عدد من الأسر التي تلقت بلاغات مشابهة، اكتشفوا وجود ما لا يقل عن 33 عائلة تعرضت لنفس طريقة الابتزاز، وبالقيمة المالية نفسها لكل محضر (20 ألف جنيه).
هذا النمط الموحد يؤكد أن الأمر ليس صدفة، وإنما نشاط لعصابة منظمة تمتلك خبرة في تزوير المستندات واستغلال الثغرات القانونية.
مرحلة الابتزاز: “يا تدفعوا… يا تتحبسوا”
وفقًا لرواية أشرف المغاوري لـ"تليجراف مصر"، فإن أفراد عصابته تلقوا اتصالات متكررة من شخص مجهول وصف نفسه بأنه “زعيم العصابة”، وأخبرهم بوضوح:
"ادفعوا الفلوس أو قدموا عقارات.. وإلا هتتحبسوا"
كما هددهم بشكل مباشر بعدم اللجوء إلى المحامين، مؤكدًا أن أي محامٍ يتولى الدفاع عنهم “سيتعرض للبطش”، في محاولة واضحة لبث الرعب ومنع الضحايا من التوجه للقضاء.
انتحال صفة “ضابط مخابرات” لجمع المعلومات
شهادات الضحايا كشفت عن دور شخص يدعى “ن.أ”، ويُشار إليه في بعض البلاغات كـ“صبي زعيم العصابة”.
هذا الشخص كان يتنقل بين قرى الدقهلية منتحلًا صفة ضابط مخابرات للحصول على معلومات دقيقة عن العائلات المستهدفة، تشمل:
-
أسماء أفراد العائلة
-
أرقام بطاقاتهم
-
تفاصيل عملهم
-
ممتلكاتهم ووضعهم المالي
وبعد جمع البيانات، تبدأ المرحلة الأخطر: تزوير توقيعات الضحايا على إيصالات أمانة أو شيكات ثم تحرير محاضر ضدهم في دوائر شرطة بعيدة لتشتيتهم وإرباكهم.
نمط موحد يؤكد التخطيط والتنظيم
تشير المستندات والبلاغات إلى أن العصابة تتبع نهجًا متكررًا في كل حالة، ما يؤكد أن الأمر مخطط ومدروس، ويشمل:
-
القيمة المالية ثابتة: 20 ألف جنيه
-
نوع البلاغ واحد: إيصال أمانة أو شيك
-
المحافظات المختارة بعناية لتصعيب متابعة القضايا
-
تكرار الأسماء في أكثر من محضر
-
استخدام بيانات شخصية دقيقة للضحايا
أسر مكلومة تطالب بكشف “العقل المدبر”
حتى لحظة إعداد التقرير، ما زالت الجهات الأمنية تحقق في الوقائع لكشف رأس التنظيم الذي يقود هذا النشاط الإجرامي واسع النطاق.
العائلات المتضررة، وعددها يفوق 30 أسرة، تطالب بفتح تحقيق موسع والوصول إلى “العقل المدبر” الذي يقف خلف واحدة من أخطر قضايا الابتزاز والتزوير التي ضربت محافظة الدقهلية مؤخراً.















