خيانة، مكيدة، وجريمة.. كيف خططت رندا وعشيقها لقتل زوجها في القنطرة غرب بالإسماعيلية؟

على مدار ثلاثة أشهر مظلمة في حياة أسرة ريفية بالإسماعيلية، تحولت حظيرة المواشي في منزل هادئ إلى مسرح لخيانة ودماء. كانت رندا تخفي عشيقها وتدعوه إلى غرفتها، مستغلة غياب زوجها وليد عن المنزل كل صباح، بينما كان طفلاها يلعبان في الغرفة المجاورة. ومع تراكم الخيانة، دبّ الشك في قلب الزوج، لتتطور الأمور إلى جريمة قتل هزّت القرية.
بداية القصة: زواج هادئ وأمل في حياة مستقرة
بدأت القصة عام 2010، عندما قرر وليد، مزارع بسيط من قرية بالقنطرة غرب، البحث عن شريكة حياة. دلّته إحدى قريباته على رندا، فتاة تكبره بثلاث سنوات، مقيمة بإحدى قرى مركز فاقوس في محافظة الشرقية.
بعد فترة خطوبة، تزوجا وسكنوا في منزل الزوج في القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية. رُزقا بطفلين، وعاش الزوجان حياة هادئة، حيث كان وليد يعمل مزارعًا ويرعى المواشي، بينما كانت زوجته تهتم بشؤون المنزل والأسرة.
تصاعد الخلافات وظهور العلاقة المحرمة
رغم البداية الهادئة، تراكمت الخلافات الصغيرة بين الزوجين، حتى جاء عام 2017، حيث اشتعل خلاف كبير دفع رندا لمغادرة المنزل والعودة إلى بيت والدها.
هنا تعرفت على سيد، شاب من نفس قريتها ويعمل في مجلس مدينة فاقوس، وبدأ بالاهتمام بها والتعاطف، لتتحول العلاقة سريعًا إلى خيانة وعلاقة آثمة.
ثمانية أشهر قضتها رندا في بيت والدها، كانت تلتقي خلالها بعشيقها خلسة في الحقول أثناء عملهما كعمال يومية. وبعد أن وعدها زوجها بحسن معاملتها، عادت إلى المنزل، لكن العلاقة المحرمة لم تنتهِ، بل ازدادت جرأة، لتصبح حظيرة المواشي مكانًا للاختباء ولقاء العشيق في غياب وليد.
خطة الجريمة: من الخيانة إلى القتل
خلال ثلاثة أشهر، استمرت الخيانة اليومية: رندا تخفي عشيقها في حظيرة الماشية، وتدعوه إلى غرفتها بعد رحيل وليد صباحًا. لكن الشك بدأ يتسلل إلى قلب الزوج، وما إن واجه زوجته، حتى قررت التخلص منه.
في إحدى الليالي، أقنعت رندا زوجها بالخروج إلى الصيدلية لإحضار دواء للأطفال، بينما كان العشيق يترقب في الظلام ممسكًا بسكين. وما إن ظهر الزوج، انقض عليه بطعنات متتالية أنهت حياته، تاركًا جثته على جانب الطريق.
اكتشاف الجريمة والقبض على المتهمين
في الصباح، اكتشف أحد المارة الجثة الملقاة على الطريق، فأبلغ أجهزة الأمن التي انتقلت إلى الموقع فورًا.
أثبتت تحريات فريق البحث أن زوجة المجني عليه وراء ارتكاب الجريمة بمساعدة شخص آخر. وبتقنين الإجراءات، تم القبض على رندا وعشيقها، وبتضييق الخناق اعترفت المتهمة بأنها كانت على علاقة عاطفية مع القاتل، وأنها حاولت قتل زوجها بالسم مرتين قبل أن تنجح الطعنات فيما فشل السم.
اعترافات الأطفال تكشف الحقيقة
خلال التحقيق، أُجريت مناقشة مع الأطفال، أبناء القتيل، الذين كشفوا أن القاتل كان يعيش معهم منذ فترة طويلة، وكان ينام مع المتهمة في غرفة النوم أثناء غياب والدهم.
الإجراءات القانونية
تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة. وفي الرابع من أبريل 2018، أحالت محكمة جنايات الإسماعيلية رندا وعشيقها إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي.
نهاية مأساوية: دماء وعقاب
جريمة قتل وليد على يد زوجته وعشيقها تبرز حجم الخيانة والمكر والخداع داخل عش الزوجية، كما تؤكد على صرامة القضاء في التعامل مع جرائم القتل العمد والتحريض عليها، لتكون هذه الواقعة درسًا مأساويًا عن الخيانة والعنف الأسري.