من العشق إلى الجريمة.. علاقة محرمة تنتهي بمذبحة مروعة في فيصل
في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الجيزة خلال الأعوام الأخيرة، كشفت أجهزة الأمن كواليس جريمة بشعة هزّت الشارع المصري، بعدما أقدم صاحب محل أدوية بيطرية على قتل سيدة وثلاثة من أطفالها في منطقة اللبيني، مستخدمًا مادة كاوية، في خطة شيطانية نفذها بدم بارد ظنًا منه أنه سيفلت من العقاب.
بداية اللغز.. جثة طفل وأخته تنازع الموت
بدأت تفاصيل الجريمة المروّعة حين عُثر على جثة طفل صغير وبجواره شقيقته تصارع الموت داخل عقار بمنطقة فيصل، ما أثار الذهول بين الأهالي.
في البداية، لم تكن هوية الطفلين معروفة، لكن سرعان ما تقدّم والدهما ببلاغ أكد فيه أنه أبلغ قبل 20 يومًا عن تغيب زوجته وأطفاله الثلاثة بعد خلاف نشب بينه وبينها، حيث تركت منزل الزوجية مدعية أنها ذاهبة إلى منزل أسرتها، لكنه فوجئ بعدم وجودها هناك.
تشكيل فريق بحث لكشف اللغز الغامض
على الفور، وجّه اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة للمباحث، بتشكيل فريق بحث رفيع المستوى تحت إشراف اللواء محمد أمين مدير المباحث الجنائية، والعميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والمقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث الهرم.
وضعت الأجهزة الأمنية خطة بحث دقيقة شملت مراجعة كاميرات المراقبة، واستجواب شهود العيان، وتتبع خط سير التوك توك الذي شوهد أثناء التخلص من الطفلين في موقع الجريمة.
«عروسة اللعبة».. الخيط الذهبي الذي قاد إلى الجاني
خلال فحص الكاميرات، لاحظ رجال المباحث أن التوك توك الذي أُلقي منه الطفلان يحمل عروسة لعبة معلقة في الخلف، وهي العلامة التي كانت بداية فك اللغز.
وبتتبع خط سير التوك توك، تم تحديد هوية سائقه الذي أكد أنه نقل شابين وطفلين كانا في حالة إعياء شديد، بطلب من أحد المتهمين، ولم يكن يعلم أنه يشارك في نقل ضحايا جريمة قتل مروعة.
سقوط المتهمين.. وبداية اعترافات الجحيم
قاد اعتراف سائق التوك توك رجال المباحث إلى الشابين المرافقين، وبضبطهما بدأت تتكشف الحقيقة الصادمة.
أحد المتهمين، ويدعى أحمد. م. ع (38 عامًا)، صاحب محل أدوية بيطرية بمنطقة كفر طهرمس، اعترف أمام فريق التحقيق بتفاصيل جريمته التي وصفها رجال الأمن بـ«الخطة الشيطانية».
بداية العلاقة.. من إعجاب إلى مأساة
اعترف المتهم أنه تعرف على والدة الأطفال قبل ثلاثة أشهر أثناء ترددها على محله، وبدأت بينهما علاقة عاطفية محرمة تطورت سريعًا إلى علاقة غير شرعية.
وبعد خلافها مع زوجها، انتقلت للعيش معه في شقة مستأجرة بشارع سليم بمنطقة اللبيني برفقة أطفالها الثلاثة، ظنًا منها أنها تبدأ حياة جديدة.
لكن المتهم قال إنه اكتشف بعد فترة قصيرة أنها تخونه مع رجال آخرين، فاشتعل الحقد في قلبه وقرر التخلص منها ومن أطفالها الثلاثة حتى لا يفتضح أمره.
بداية التنفيذ.. «كأس الموت»
يروي المتهم في اعترافاته أنه اشترى مادة كاوية يستخدمها عادة لتنظيف الأدوات البيطرية، وخلطها مع دواء بيطري سام، ثم وضع الخليط في كوب عصير وقدمه للضحية.
وبعد أن تناولته بدأت تشعر بأعراض تسمم وإعياء شديد، فادّعى خوفه عليها ونقلها إلى مستشفى القصر العيني مدعيًا أنها زوجته، وسجّل بيانات مزيفة، ثم تركها تواجه الموت ولاذ بالفرار بعد أن علم بوفاتها.
«فسحة الموت».. نهاية الأطفال الأبرياء
لم تتوقف الجريمة عند الأم، بل قرر المتهم إنهاء حياة الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها.
اصطحبهم في نزهة إلى منطقة ترعة المنصورية بكفر غطاطي، وهناك قدم لهم عصائر تحتوي على نفس المادة الكاوية.
تناول منها الطفلان الكبيران سيف الدين وجنى، فأصيبا بإعياء شديد، بينما رفض الصغير مصطفى شرب العصير، فقام المتهم بإلقائه في الترعة بدم بارد وظل يراقبه حتى تأكد من غرقه.
التخلص من الجثث.. بمساعدة العامل
عقب وفاة الطفلين الآخرين داخل شقته، استعان المتهم بعامله في المحل ويدعى رمضان. ص. ع، وطلب منه مساعدته في التخلص من الجثتين.
استدعيا سائق توك توك صغير السن حتى لا يشك في أمرهما، ووضعا الجثتين داخل المركبة، وتوجها إلى منطقة فيصل حيث تخلصا من الجثتين بمدخل عقار ثم فرا هاربين.
كلمة النهاية.. القبض على القاتل واعتراف تفصيلي
تمكنت قوة أمنية بقيادة المقدم مصطفى الدكر والرائد أحمد عبادة من ضبط المتهمين خلال 48 ساعة فقط.
وأمام النيابة، أدلى المتهم باعترافات تفصيلية تخلع القلوب، وأرشد عن مكان إلقاء جثة الطفل الصغير مصطفى، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشالها من الترعة.
نُقلت جثامين الأم وأطفالها الثلاثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثث وبيان سبب الوفاة، كما أمرت بحبس المتهمين احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
نهاية مأساوية.. وعدالة تقترب
تحولت القصة التي بدأت بخيانة إلى مجزرة أسرية مأساوية راح ضحيتها أم وثلاثة أطفال أبرياء، في جريمة هزّت الشارع المصري من بشاعتها.
وتواصل أجهزة الأمن والنيابة العامة تحقيقاتهما المكثفة لاستكمال ملف القضية تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات لتقول العدالة كلمتها الأخيرة.















