أب ينهي حياة طفلته الرضيعة “سما” انتقامًا من زوجته لأنها أنجبت بنتًا
جريمة بشعة تهز الضمير الإنساني
في مشهد يفوق الخيال، شهدت محافظة البحيرة واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية حين أقدم أب على دهس رأس طفلته الرضيعة “سما” بقدميه حتى فارقت الحياة، فقط لأن والدتها لم تُنجب له “ولدًا”.
جريمة تقشعر لها الأبدان، أعادت إلى الأذهان زمن الجاهلية حين كان وأد البنات عارًا في نفوس من غابت عنهم الرحمة.
تفاصيل الجريمة المروعة
الواقعة بدأت داخل منزل الأسرة البسيط حين بدأت الطفلة “سما”، البالغة من العمر عامًا واحدًا، في البكاء جوعًا أو ألمًا.
حملتها أمها بحنان الأمومة لتُرضعها، لكن الأب –الذي كان يعيش حالة من الغضب والغلّ– انتزعها من بين يديها، وألقاها أرضًا قبل أن ينهال عليها ضربًا وركلًا بقدميه في الرأس أمام أعين زوجته وبناته الأخريات.

خلال ثوانٍ معدودة، تحوّل بكاء “سما” إلى صمتٍ أبدي، بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة تحت أقدام أبيها الذي تجرد من الإنسانية والرحمة.
المنزل تحوّل إلى ساحة مأساة.. أم منهارة تصرخ، وشقيقات يختبئن في زاوية الغرفة من هول المشهد.
دافع لا يُصدّق.. “عايز ولد مش بنات”
التحقيقات كشفت أن الجاني ارتكب جريمته بدافع الانتقام من زوجته التي “لم تُنجب له إلا البنات”، حيث كان يحمّلها مسؤولية عدم إنجاب الذكور، رغم تأكيد التقارير الطبية أن الذكر هو المسؤول علميًا عن تحديد نوع الجنين.
وبرّر الأب فعلته الشنيعة أمام النيابة بأنه كان “غاضبًا وممسوسًا”، زاعمًا أنه فقد السيطرة على نفسه.
جلسة المحاكمة: العدالة تنتصر للطفلة “سما”
أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة جنايات دمنهور بتهمة القتل العمد المقترن بالقسوة والعنف الأسري، وجرت الجلسة وسط أجواء مشحونة بالحزن والغضب الشعبي.
وحاول محامي المتهم التذرع بأن موكله يعاني من “اضطراب نفسي ومسٍّ شيطاني”، لكن المحكمة رفضت هذا الادعاء، مؤكدة أن الأدلة القاطعة والإقرارات الرسمية تثبت ارتكابه الجريمة بكامل وعيه.
وفي حكمٍ وُصف بالعادل، قضت المحكمة بـ السجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة على الأب القاتل، ليكون عبرة لكل من تجرد من إنسانيته.
صدى الجريمة وغضب الشارع
أثارت الجريمة حالة من الغليان الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف عن غضبهم من بشاعة الفعل، مطالبين بتغليظ العقوبات في جرائم العنف الأسري.
وأكد ناشطون أن “سما” لم تُقتل فقط على يد أبيها، بل قُتلت بسبب ثقافة مريضة ما زالت تحتقر البنات وتربط قيمتهن بالنوع لا بالإنسانية.
خلف كل جريمة مأساة فكر
يرى خبراء علم النفس أن مثل هذه الجرائم لا تنبع من الجنون، بل من عُقد اجتماعية متوارثة تُغذي فكرة “التفضيل بين الذكر والأنثى”، مؤكدين أن التربية والتعليم هما السبيل الوحيد لاقتلاع هذه المعتقدات من جذورها.
ما زال البعض يعيش في ظلال الجهل
قضية “سما” ليست مجرد مأساة أسرة، بل جرس إنذار لمجتمعٍ ما زال بعضه يعيش في ظلال الجهل والعنف الأسري.
فالذي دهس طفلته بقدميه لم يقتلها وحدها، بل قتل ضميره، واغتال المعنى الحقيقي للأبوة والرحمة.















