جريمة تهز بني سويف.. زوج يضرب زوجته بخشبة ثم يلقيها من الطابق الثاني!
لم يمضِ سوى يوم واحد على عودة "آلاء" إلى بيت زوجها في محافظة بني سويف، بعد قضائها شهرًا في منزل والدتها إثر خلافات زوجية متكررة، حتى تحوّل بيتها إلى مسرح جريمة مروعة.
ظنت الشابة أن الخلافات انتهت، وأن الحياة ستمنحها فرصة جديدة، لكنها لم تعلم أن العودة إلى زوجها ستكون الأخيرة في حياتها.
ضرب مبرح.. وسقوط مميت
في ليلة هادئة، وبعد مشادة كلامية بين الزوجين، فقد الزوج “سيد” أعصابه، وأمسك عصا خشبية وانهال بها ضربًا على جسد زوجته الضعيف.
لم تملك آلاء سوى الصراخ، لكن الضربات كانت أقوى من مقاومتها.
وحين فقدت وعيها وسقطت أرضًا، ظن الزوج أنها ماتت، فقرر التخلص منها بإلقائها من شرفة المنزل في محاولة يائسة لإخفاء جريمته.
سقطت آلاء من الطابق العلوي، وسكان الشارع هرعوا على صوت الارتطام، ليجدوا جسدها غارقًا في الدماء.
بداية القصة.. فتاة صغيرة تحمل مسؤولية أسرة
وُلدت آلاء قبل 23 عامًا في أسرة بسيطة بمدينة بني سويف، أصغر بنات أسرتها الأربع.
فقدت والدها وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، فكانت تلميذة هادئة مجتهدة، درست في المدرسة الفنية الصناعية قسم التفصيل، وتعلمت الخياطة لتساعد أسرتها بعد وفاة الأب.
عرفت آلاء بقوة شخصيتها وطيبة قلبها، تحملت مسؤولية نفسها وأسرتها مبكرًا، لكن القدر خبّأ لها طريقًا مليئًا بالوجع.
زواج أول لم يكتمل
في بداية شبابها، تزوجت آلاء للمرة الأولى، لكن الزواج لم يدم طويلًا، إذ لم تُرزق بأطفال، وانتهت العلاقة بوفاة زوجها.
خرجت من التجربة أكثر نضجًا، تحاول أن تبدأ من جديد، فعملت في محل لبيع “الطرح” بشارع الجبالي في مدينة بني سويف، حيث التقت بـ “سيد”، الرجل الذي سيغيّر مصيرها إلى الأبد.
حب يتحول إلى كابوس
كان سيد يكبر آلاء بعشر سنوات، ويعمل في محل يملكه والده بنفس الشارع.
أُعجب بها وتقدم لخطبتها، فوافقت بعد فترة قصيرة، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها.
لكن فرحة الأسرة لم تدم طويلًا؛ فبعد الخطبة اكتشفوا أن سيد متهم في قضية جنائية وله سجل من المشاجرات.
حاولت الأسرة فسخ الخطوبة، لكن الشاب رفض، بل اقتحم منزلهم غاضبًا واعتدى على شقيقة آلاء، ورغم تحرير محاضر ضده تم حفظها دون عقاب.
زواج على أمل التغيير
توسل “سيد” إلى عم آلاء، متعهدًا بالتوبة وبدء حياة مستقيمة، فوافقت الأم بعد إلحاح ابنتها.
تم الزواج وسط أجواء متوترة، لكن آلاء حاولت إنقاذ العلاقة بكل ما تملك من صبر.
غير أن العنف لم يتوقف، فقد كان الزوج يعتدي عليها مرارًا، بينما كانت تُخفي آثار الضرب عن أسرتها حتى لا تُسبب لهم قلقًا أو فضيحة.
طفلة لم تُغيّر شيئًا
أنجبت آلاء طفلتها الأولى وسمّتها “زينب”، واعتقدت أن الأبوة ستجعل زوجها أكثر هدوءًا واتزانًا، لكن العنف ازداد.
ومع مرور الوقت، صدر حكم قضائي بحق سيد فتم القبض عليه، لتتنفس آلاء الصعداء مؤقتًا.
لكن بعد خروجه من السجن، عاد أكثر قسوة، وسافر مع أسرته إلى الإسكندرية، حيث تجددت الخلافات وازدادت حدة العنف.
تهديد بالانتقام وعودة الخوف
في لحظة غضب، طرد سيد زوجته من المنزل واحتجز الطفلة “زينب” لديه أكثر من شهر.
ورغم رفض آلاء العودة إليه، وصلها تهديد صادم عبر وسيط: “لو ما رجعتيش، هرمي مية نار على وش بنتك.”
خافت الأم الشابة على ابنتها الوحيدة، فقررت العودة إلى منزل زوجها مجبرة، رغم كل ما عانته.
لكن نظراتها كانت خالية من الأمل، وعينيها تحملان صمتًا ثقيلاً مليئًا بالخوف.
جريمة الفجر
في فجر اليوم التالي لعودتها، تلقّت الأسرة اتصالًا مرعبًا: “آلاء في المستشفى.. وقعت من الشرفة!”
حين وصلت شقيقتها إلى هناك، وجدت سيد ومحاميه وزوج شقيقتها الكبرى، بينما كانت آلاء بين الحياة والموت، غائبة عن الوعي.
الأطباء قالوا بصراحة: “نسبة نجاتها 1%.. والواقعة فيها شبهة جنائية.”
الاعتراف الصادم
استدعت الشرطة الزوج للتحقيق، وبعد مواجهته بالتقارير الطبية، انهار واعترف بجريمته قائلًا: “ضربتها بخشبة وأغمى عليها.. افتكرتها ماتت، فرميتها من البلكونة.”
حاول بعدها إخفاء جريمته، فحملها إلى المستشفى مدعيًا أنها “سقطت عرضًا”، لكن الحقيقة كانت أوضح من أن تُخفى.
وبعد أيام قليلة من الألم والمعاناة، أسلمت آلاء روحها، تاركة طفلتها الصغيرة يتيمة.
العدالة تأخذ مجراها
حررت الشرطة محضرًا رسميًا بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبس الزوج على ذمة التحقيق.
وبعد استكمال الأدلة والتحقيقات، تمت إحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
تحولت قصة آلاء إلى رمز جديد لمعاناة نساء كثيرات في صمت داخل عش الزوجية، بين الخوف والحب والألم.
الدم والندم
رحلت آلاء، لكن قصتها بقيت شاهدًا على قسوته وعنفه وضعف القانون أمام الغضب الأعمى.
امرأة حلمت بالاستقرار، فوجدت نفسها ضحية لمن أحبّته، وطفلة ستكبر لتسأل عن أمها، ولن تجد إلا صدى كلمة واحدة: “بابا رماها من البلكونة.”















