مأساة مروعة في قلب المنوفية: أب وزوجته يحوّلان منزل الطفلة إلى جحيم لا يطاق
في إحدى قرى مركز الباجور بمحافظة المنوفية، لم يكن أحد يتخيل أن المنزل الذي يفترض أن يكون ملاذًا للأطفال سيصبح مسرحًا للرعب. داخل جدران هذا المنزل عاش شبح المعاناة للطفلة "إيمان.خ.إ.ع"، التي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على يد والدها وزوجته.
أجهزة الأمن تلقت بلاغًا عاجلًا عن تعذيب الطفلة، لتبدأ رحلة التحقيق التي كشفت فصول مأساة لا تُصدّق.
التعذيب اليومي والحرمان القاسي
كشفت التحريات أن الطفلة كانت تُجبر على النوم في حظيرة المواشي، حيث تكتنفها رائحة الروث والوحل، بعيدًا عن دفء الأسرة، محرومة من الغذاء والرعاية الأساسية.
لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل تعرّضت الطفلة للضرب المبرح، والحرق بالنار، وحتى حلق شعرها، في مشهد يندى له جبين الإنسانية. كل هذا كان على يد والدها وزوجته، الذين حرموها من مشاركة إخوتها الطعام، تاركينها تواجه قسوة الحياة وحدها.
تحرك الشرطة وتحرير المحضر
على الفور، تم تحرير المحضر رقم 16236 لسنة 2025، وبدأت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنوفية التحقيق في الواقعة. لم تمضِ ساعات حتى نجحت الشرطة في القبض على الأب وزوجته واقتيادهما إلى قسم الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
أمرت النيابة العامة بحبسهما على ذمة التحقيق، تمهيدًا لمحاكمتهما على ما اقترفته أيديهما بحق الطفلة البريئة.
متابعة حالة الطفلة الصحية والنفسية
لم تغفل جهات حماية الطفولة عن متابعة حالة "إيمان" الصحية والنفسية، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتها، ومنحها الرعاية والحماية التي كانت محرومة منها طوال هذه الفترة.
الجهات المعنية أكدت أنها ستستمر في متابعة وضعها، لضمان ألا تتكرر مأساة مماثلة، وأن تتلقى الدعم الكامل لإعادة بناء حياتها بعيدًا عن القسوة التي عاشتها.
ردود الفعل والغضب الشعبي
أثارت هذه الواقعة موجة غضب كبيرة بين سكان القرية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بأقصى العقوبات على الأب وزوجته، مؤكدين أن حماية الأطفال يجب أن تكون أولوية قصوى للحفاظ على حقوقهم وحياتهم.
ختام مأساوي وبداية جديدة
بين أروقة التحقيق وأمام أعين القانون، تنكشف اليوم تفاصيل مأساة الطفلة "إيمان"، التي ستظل شاهدة على قسوة بعض البشر، ولكن بفضل تدخل النيابة العامة والجهات المعنية، بدأت رحلة إعادة بناء طفولتها الضائعة، لتبدأ صفحة جديدة من الأمان والاطمئنان.















