حوادث اليوم
السبت 8 نوفمبر 2025 09:23 صـ 18 جمادى أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
السجن المشدد 10 سنوات لعاملين أطلقا النار على 4 أشخاص بشبرا الخيمة ”سما” ضحية الجهل والأنانية.. القصة الكاملة لأب أنهى حياة طفلته في البحيرة خطة غادرة داخل منزل هادئ.. الابن دس المنوم في الشاي ثم خنق والده بدم بارد خرج للعمل فعاد جثة هامدة.. تفاصيل مقتل شاب على يد صديقه بشبرا الخيمة تفاصيل جديدة في واقعة اعتداء شاب خليجي وصديقه على فتاة ببولاق أبو العلا مصرع أب وطفلته في حادث مروع على الطريق الساحلي شرق الإسكندرية وإصابة 3 آخرين معرضًا حياته والمواطنين للخطر.. ضبط سائق بتهمة السير عكس الاتجاه بسوهاج حادث مروّع يهز الوسط الفني.. الفنان إسماعيل الليثي يصارع الموت بعد كسر في الجمجمة وزوجته تدخل في نوبة بكاء هستيرية قفزة جديدة في أسعار الذهب اليوم الجمعة 7 نوفمبر 2025.. المعدن الأصفر يشتعل محليًا وعالميًا وسط تراجع الدولار القضاء المصري يصدم محمد رمضان.. عامان سجنًا بسبب أغنية «رقم واحد يا أنصاص» بتهمة التحريض على العنف والإسفاف الفني خيانة بعد الزفاف بأسبوعين.. زوجة تتآمر مع عشيقها لقتل زوجها داخل غرفة نومه في مطروح ضربة موجعة لتجار السموم.. سقوط 3 عناصر إجرامية شديدة الخطورة بالسويس

”سما” ضحية الجهل والأنانية.. القصة الكاملة لأب أنهى حياة طفلته في البحيرة

متهم
متهم

شهدت قاعة محكمة جنايات مستأنف دمنهور بمحافظة البحيرة، مشهدًا مهيبًا ومؤثرًا خلال مرافعة المستشار عمرو المعتصم، مدير النيابة العامة بكوم حمادة، في قضية هزّت الرأي العام، بعدما تجرد أب من مشاعر الإنسانية وأقدم على قتل طفلته الرضيعة لمجرد أنها أنثى.

افتتاح المرافعة.. كلمات تهز القلوب

بدأ المستشار عمرو المعتصم مرافعته بكلمات قوية قائلاً: "الهيئة الموقرة، ألا إن الذنب لا يُنسى، وإن البر لا يبلى، وإن الديان لا يموت، اصنع ما شئت، فكما تدين تُدان، وبالكيل الذي تكيل به تُكال".

وأكد أن القضية التي بين يدي المحكمة هي فصل جديد من فصول الجرائم التي تفقد فيها الإنسانية معناها، مضيفًا: "من أحلك سوداوات النفس وأظلم غياهب الضلال، جئناكم اليوم بفاصل من فصول الفجور والفساد وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق".

واستشهد بقول الله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

بداية القصة.. زواج تحوّل إلى جحيم

سرد ممثل النيابة وقائع القضية، موضحًا أن المتهم تزوج من السيدة أميرة على أمل بناء أسرة مستقرة يسودها الحب، لكن سرعان ما اكتشفت الزوجة الوجه الآخر لزوجها، إذ بدأ في إساءة معاملتها وضربها بشكل متكرر دون مبرر.

وبعد ثلاث سنوات من الزواج، أنجبت الأم ابنتها الأولى نورا، غير أن الزوج قابل فرحتها بالحزن والغضب لأنه كان يرغب في إنجاب الذكور فقط. ومع كل يومٍ كان يُمعن في إذلالها ومعايرتها قائلاً: "شايفة فلانة جابت ولد، وانتي مش عارفة تجيبي ولد زيها؟".

ميلاد الطفلة "سما".. وبداية النهاية

بعد عامين ونصف، حملت الزوجة من جديد وأنجبت الطفلة سما، فاستشاط الزوج غضبًا واعتدى عليها بالضرب حتى كادت تفقد جنينها. وبعد الولادة، رفض تسجيل الطفلة رسميًا لبغضه كونها أنثى، ولم يفعل ذلك إلا تحت ضغط من العائلة.

ومع ازدياد العنف، قررت الزوجة الهروب من المنزل مع طفلتيها والعمل في دار مسنين هربًا من قسوته، لكن الأب لم يتركها وشأنها، بل ظل يطاردها ويهددها بحرمانها من بناتها.

لحظة الخداع.. الأب يستدرج الأم

كشف المستشار عمرو المعتصم أن المتهم استغل ضعف الأم وحبها لابنتيها، وأوهمها أنه يريد علاج الطفلة الصغيرة "سما"، لكنها تفاجأت بأنه يهددها بفصلهما عنها. حاولت اللجوء إلى الشرطة، إلا أن ضغوط والدها الذي وعدها بحل الخلاف أعادتها إلى المنزل، لتبدأ مأساة جديدة لم تكن تتخيلها.

يوم الجريمة.. قسوة لا تعرف الرحمة

في 28 يوليو 2024، استغل الأب وجوده منفردًا بالطفلة الصغيرة، ليُقدم على قتلها عمدًا بعد تفكيرٍ مسبق. انهال عليها ضربًا ودهسًا حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، معتقدًا أن موتها سيحرره من "العيب" الذي في نظره تمثله الإناث.

وأكد ممثل النيابة أن الجريمة لم تكن قضاءً وقدرًا بل فعل متعمد ومخطط له مسبقًا، حيث حاول الأب تضليل العدالة بالادعاء أن الوفاة حدثت نتيجة انقطاع الكهرباء، لكن تحريات المباحث وتقارير شركة الكهرباء أثبتت عدم انقطاع التيار في ذلك التوقيت.

التقرير الطبي يكشف الحقيقة

أوضحت التقارير الطبية الصادرة من مستشفى إيتاي البارود أن الطفلة وصلت جثة هامدة، تحمل كدمات وسحجات وكسرًا في الجمجمة ونزيفًا داخليًا بالمخ، وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن دهس عنيف بالقدم.

كما كشفت التحقيقات أن الجدة حاولت تغطية الجريمة مدعية أنها شاهدت الحادث في الظلام، لكن عند اختبارها في غرفة التحقيق بعد إطفاء الأنوار قالت: "هو أنا هشوف في الضلمة إزاي؟"،
ما أثبت كذب روايتها.

فحص نفسي.. والمتهم سليم العقل

خضع المتهم لفحص طبي نفسي داخل مستشفى الأمراض العصبية والعقلية لمدة شهر، وجاء التقرير مؤكدًا أنه سليم الإدراك والعقل، ويتحمل كامل المسؤولية الجنائية عن أفعاله.

وأكدت تحريات المباحث وشهادات الجيران أنه كان يعامل زوجته وبناته بقسوة مفرطة، وسبق أن هدد بقتلهم جميعًا، كما شهد الطبيب أحمد مصطفى عليوة بأن الزوجة قالت له قبل الحادث بأيام: "أنا بهرب عشان عايزين يموتوني ويموتوا عيالي".

كلمة النيابة الختامية.. القصاص العادل

اختتم المستشار عمرو المعتصم مرافعته بكلمات مؤثرة، قال فيها: "نقف اليوم أمام قاتلٍ تجرد من الرحمة والضمير، قتل فلذة كبده بدمٍ باردٍ، وظن أن صمته سيخفي جريمته، ولكن صوت الطفلة (سما) سيظل شاهدًا على بشاعته."

وطالب ممثل النيابة بتطبيق أقصى درجات العقوبة، مؤكدًا أن القصاص هو السبيل لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الأسرة والمجتمع، مختتمًا بالقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والعدل سيظل قائمًا ما بقي قاضٍ يصدح بالحق في هذه الأرض."

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found