من لحظات البراءة إلى أبشع فاجعة.. كيف أنهت أم حياة طفليها دون رحمة؟
قبل أيام قليلة، كان منزل الأسرة الصغير يملأه ضحك طفلين، أكبرهما لا يتجاوز الخامسة من عمره، حيث كانت أصوات اللعب والمرح تملأ أركان المنزل. لكن اليوم، تحول نفس المكان إلى صمت رهيب، وكأن الزمن توقف عند اللحظة التي فقد فيها الطفلان حياتهما.
داخل شقة مغلقة، عُثر على الجثتين المأساويتين للطفلين، مكبلتين على الأرض، وملامح العنف واضحة على جسديهما، في مشهد قلب حياة الأب المكلوم رأسًا على عقب، وحوّل يومه العادي إلى كابوس لن يُنسى.
الأب يكتشف الفاجعة.. بحث عن تفسير مستحيل
عاد الأب إلى المنزل في ذلك اليوم المشؤوم، بعد اتصال هاتفي حاول فيه التواصل مع زوجته، لكن هاتفها كان مغلقًا. عند وصوله، وجد باب المنزل مفتوحًا على مصراعيه، والطفلان مستلقيان على الأرض بلا حياة.
فوجئت قواه، وخارت أعصابه أمام المشهد، فكر للحظة أن وراء الحادث سارق، لكن اختفاء الأم في نفس التوقيت جعل الشكوك تتجه نحو سيناريو أكثر رعبًا.
تحقيقات أولية.. من جريمة سطو إلى لغز غامض
في بداية التحقيقات، تعامل رجال المباحث مع الحادث كجريمة سطو اعتيادية، لكن سرعان ما تغيرت صورة القضية. لم تكن هناك آثار عنف على أبواب الشقة، ولم يتم العثور على أي دليل على اقتحام خارجي.
عوامل الغموض وغياب الأم في توقيت الجريمة وضعا الضباط أمام فرضية جديدة: أن يكون وراء المأساة شخص قريب، وهو ما قادهم للتحقيق بشكل أعمق مع الأسرة والمعارف.
أدلة وتحريات تكشف خيوط المأساة
تمكنت فرق البحث من تحديد مكان الأم بعد متابعة دقيقة وملاحقات مكثفة، فتبين أنها تنقلت بين منزل صديقة لها وأماكن أخرى محاولة تضليل رجال المباحث.
المفاجأة الكبرى جاءت من شهادة شقيق الأم، الذي أكد أنها اتصلت به قبل يوم الحادث وطلبت منه رعاية الطفلين قبل أن تقطع الاتصال وتغلق هاتفها.
التحريات الأولية وأصابع الاتهام بدأت تشير إلى تورط الأم مباشرة في قتل طفليها، حيث أنهت حياتهما قبل أن تهرب، محاولة التستر على مكانها بمناورات متكررة بين عدة مواقع.
مأساة العمرانية.. جريمة تهز الوجدان
تحولت مأساة العمرانية من مجرد حادث مأساوي إلى قضية تهز القلوب والعقول، إذ يعكس الحادث الجانب المظلم للانهيار النفسي الذي يمكن أن يواجهه الإنسان بصمت.
القضية لا تزال تحت التحقيق من قبل النيابة العامة، وسط تساؤلات مشروعة عن الدوافع التي قد تدفع أمًا إلى ارتكاب أبشع جريمة بحق فلذات أكبادها، وكيف يمكن أن ينهار الإنسان داخليًا دون أن يظهر أي إنذار خارجي.
الأسئلة التي تفتحها الجريمة
تبقى قضية الطفلين في العمرانية مثالاً على الانزلاق النفسي الذي يمكن أن يؤدي إلى مأساة حقيقية، وتطرح تساؤلات حول:
-
ما هي العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تدفع الأم لارتكاب هذه الجريمة؟
-
كيف يمكن الوقاية من الجرائم الأسرية قبل أن تتحول إلى مأساة؟
-
وما هو دور المجتمع والجهات الأمنية في رصد علامات الانهيار النفسي لدى أفراد الأسرة؟















