دماء على طريق الزواج.. كيف انتهت علاقة عاطفية بجريمة قتل بشعة؟
قبل عامين، نشبت مشادة كلامية حادة بين السيدة دعاء.ع، 31 عامًا، وزوجها جعفر.ر، 48 عامًا، انتهت بقرار الانفصال بين الطرفين. وبموجب الاتفاق، آلت حضانة نجلهما محمد إلى والدته، نظرًا لعدم تجاوزه السن القانوني، إضافة إلى معاناته من إعاقة جسدية وعقلية شديدة نتيجة إصابته بضمور في المخ والعضلات، أفقده القدرة على الحركة والنطق بشكل كامل.
حياة الأم بعد الطلاق ورعاية طفلها المريض
عقب الانفصال، انتقلت الأم للإقامة مع نجلها داخل مسكنها بمدينة منية النصر بمحافظة الدقهلية، وكرست حياتها لرعايته وتلبية احتياجاته الصحية اليومية، في ظل حالته المرضية الصعبة التي تتطلب رعاية خاصة ومستمرة.
علاقة عاطفية جديدة تنتهي بخيانة
وخلال تلك الفترة، قادتها الصدفة إلى التعرف على شخص يدعى محمود.ر، مقيم بمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، لتنشأ بينهما علاقة عاطفية تطورت سريعًا، وقررا الارتباط والزواج.
إلا أن العلاقة لم تستمر طويلًا، إذ قرر المتهم التراجع والتنصل من الارتباط، مبررًا قراره بوجود طفل من ذوي الإعاقة، معتبرًا أن ذلك قد يعيق حياته المستقبلية.
فكرة شيطانية وخطة للتخلص من الطفل
داخل عقل المتهم، تبلورت فكرة إجرامية شيطانية، تمثلت في التخلص من الطفل حتى يتمكن من الارتباط بوالدته دون عوائق. ووفقًا لما كشفت عنه التحقيقات، أقنع المتهم الأم بالانتقال رفقة نجلها للإقامة بمنزل شقيقتها بإحدى قرى مركز منية النصر.
واستغل المتهم فرصة وجوده بمفرده مع الطفل، مستفيدًا من عجزه التام عن الحركة أو الاستغاثة.
لحظة الجريمة.. خنق وضرب حتى الموت
وبمجرد انفراده بالطفل، أقدم المتهم على كتم أنفاسه بيديه، ثم قام بـرطم رأسه بالأرض عدة مرات، في مشهد بالغ القسوة، دون أن يستطيع الطفل المقاومة أو الدفاع عن نفسه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
اكتشاف الجريمة ومحاولة إنقاذ فاشلة
عادت خالة الطفل إلى المنزل، لتجد نجل شقيقتها غارقًا في دمائه ومتوقف الأنفاس، فسارعت بنقله إلى مستشفى منية النصر المركزي في محاولة لإنقاذه، إلا أن الأطباء أكدوا وفاته فور وصوله.
شبهة جنائية تكشف المستور
لم تمر الواقعة على أطباء المستشفى كحالة وفاة طبيعية، حيث تبين وجود زرقة حول الأنف تشير إلى كتم الأنفاس، إلى جانب إصابة واضحة بمؤخرة فروة الرأس، ما أثار الشبهة الجنائية ودفع المستشفى لإبلاغ الشرطة.
القبض على المتهم وكشف تفاصيل الجريمة
بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها، وتم إلقاء القبض على الأم والخالة والمتهم، قبل أن تنتهي التحقيقات إلى أن المتهم هو الجاني الوحيد، وفقًا لاعترافاته أمام النيابة العامة، ليُحال إلى المحاكمة الجنائية.
عامان داخل قفص الاتهام
ظل المتهم لمدة عامين رهن المحاكمة داخل قفص الاتهام، حتى أصدرت محكمة جنايات المنصورة قرارها بإحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، مع تحديد جلسة 14 فبراير المقبل للنطق بالحكم النهائي.
أمر الإحالة.. سبق إصرار وترصد
وجاء في أمر الإحالة الصادر عن المحامي العام لنيابة شمال المنصورة، أن المتهم محمود.ر.م.ص، 30 عامًا، عاطل، ارتكب جريمته في يوم 31 أغسطس 2023 بدائرة مركز منية النصر، حيث قتل الطفل محمد جعفر رفعت عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، مستغلًا إعاقته الكاملة، قاصدًا إزهاق روحه للتخلص من العائق الذي يمنعه من الزواج بوالدته.
شهادة الخالة تكشف لحظة القتل
وأدلت الشاهدة شيماء.ع.ح، 33 عامًا، خالة الطفل، بشهادتها مؤكدة أنها عادت إلى المنزل لتفاجأ بقيام المتهم بكتم أنفاس الطفل ورطم رأسه بالأرض، فسارعت بنقله إلى المستشفى، مؤكدة أن قصد المتهم كان واضحًا بإزهاق روحه.
تحريات المباحث تؤكد الجريمة
وأكد الرائد محمد صبح أبوالمجد، رئيس مباحث مركز شرطة منية النصر، أن تحرياته السرية أثبتت صحة الواقعة، ووجود علاقة عاطفية بين المتهم ووالدة الطفل، وأن الجريمة ارتُكبت بدافع التخلص من الطفل لتسهيل الزواج بالأم.
قرار المحكمة
صدر قرار إحالة أوراق المتهم إلى المفتي من هيئة المحكمة برئاسة المستشار وائل كمال صالح، وعضوية المستشارين رامي منصور عباس، أحمد عبدالرازق شطا، ومحمد حسين عامر، في القضية رقم 11938 لسنة 2023 جنايات مركز منية النصر، والمقيدة برقم 2649 لسنة 2023 كلي شمال المنصورة.















