حوادث اليوم
الجمعة 19 أبريل 2024 01:35 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

مصر .. معارك من الوعى فى مواجهه الأزمات

الكاتب الصحفي  سعيد محمد احمد
الكاتب الصحفي  سعيد محمد احمد


لايوجد عاقل لديه من الوعى الكامل أو منصفا فيما يراه على أرض الواقع حقًا، ولا يمكن لهؤلاء أو لهولاء أن يقبلوا بأنصاف الحلول أو أن تكون الصورة لديهم مجتزئة أو مشوشه، كما لا يمكن لهم جميعًا أن يكونوا رهينة للخيال أو للتزييف والتدوير والتحوير لمجمل الوضع الراهن الذى تعيشه مصرنا اليوم .

فقدر مصر والمصريون,أن يعيشوا دوما على صفيح ساخن طوال الوقت، القلق والحيرة تنهش نفوسهم وممارسات التشكيك والأحباط تشعل وجدانهم يوما وراء يوم ودون أن يفت ذلك فى عضضهم، تسعفهم روح الدعابة مخلوطة ببؤس ومرارة العيش والحياه، فى "نكات" تنطلق كالصواريخ فى سماء المعمورة لتضفى على الجميع جوا من البهجه المؤقتة وكأنها مخدر إلى حين، حقيقة عاشتها أجيالنا ومن سبقونا وأجيال لاحقه حتى اعتاد الجميع عليها طوال الوقت ودون بارقة أمل فى مستقبل أفضل.

ولنسأل انفسنا جميعا متى وأين وفى أى زمن عاش المصريون فى رغد ونعيم وحياه ميسره؟

المؤكد أن ذاكرة العقل الجمعى المصرى تعى جيدا حقيقة أن الجميع على مدى عقود طويلة مضت عاش بقدر هائل من الريبة والشك انتظارًا بأن القادم أفضل لتلحق بنا أجيال وأجيال فقدت معها فكرة الأمل مع أنظمة حكم سابقة اختلفت أولوياتها دون أن يكون المواطن وحتى تحسين خدماتة ضمن اهتماماتها ليصبح نسيا منسيا، وملطشه للتقلبات التى أفقدتة فكرة الحياة وبمنطق ارتضاه " احيينى النهار ده وموتنى بكرة" .

عشنا جميعًا أعواما عجاف لا أحدا منا يريد أن يتذكرها لحجم ما احتوته من الالام والحروب والدمار والدماء وسقوط شهداء أبرياء لاذنب لهم سوى أنهم دافعوا عن وطن من السقوط، لتنتشر دعاوى الفتنه والضلال والهروب .

ففى "مقدمة ابن خلدون" رائد علم الاجتماع في القرن الرابع عشر يقول : "عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل ..ويسوده الرعب ويلوذ الناس بالطوائف، وتعم الإشاعة..ويعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق..وتظهر على السطح وجوه مريبة..وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل.. ويصبح الانتماء إلى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان..ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الانتماء.

ورغم كل ذلك فمصر اليوم تحيا مرحلة جديدة من أهم مراحل التحول التاريخى تطل عليها شمس دافئة حانية أشعلت فى الجميع روح الحياه والأمل وترافق معها شريحة لم تسعدها ما جرى ويجرى على أرض مصر ،نتيجة اتساع مساحات شاسعة من الفراغات فى فضائيات الاعلام دون ملئها بما هو مقدر من الشفافية الحقه لتستعيد وعى الملايين من السيل الهائل من حملات غثه ممنهجة تستهدف الجميع دون استثناء لتزيدهم يأسًا وبؤسا وإحباطا وضبابية .

المؤكد انه مع "صعوبة وقسوة الحياه" التى طفحت على سطح المجتمع بشكل لافت لها من الأسباب يراها البعض ضربا من الارتباك فى السياسة المالية والنقدية والاقتصادية نتيجة أزمات عالمية ضخمة، "الحرب الروسية الاوكرانية وازمة كرونا" ، ورغم ذلك لم تتوقف الدولة فى استكمال مشروعها الأكبر لتحسين حركة الحياة فى كل بقاع المحروسه كواقع ملموس فى " برامج الحماية الاجتماعية" وما سبقها من مشروعات تنموية عملاقة.

وكان من المفترض على الدولة والحكومة مع حالة الازمة الاقتصادية والماليه والنقدية الصعبه وما ترافق معها من حملات مهوله من الشائعات, أن تواجهه باجراءات سريعة وبدرجات عالية من الشفافية والمصارحة عبر حوار مجتمعي يشمل مختلف الشرائح الاجتماعية لتقطع الشك باليقين حول حقيقة مايثار كل لحظة ، حتى لا يختلط فيها الحابل بالنابل،خاصة مع الظرف الطارئ والاستثنائي فى التحول الدراماتيكى المفاجئ للعالم من تغيير ضخم فى خريطة السياسة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها الخطيرة على مستقبل اقتصاديات الدول الفقيرة والنامية وما نتج عنها من أزمات اقتصادية ومالية متتالية أصابتنا جميعا.

وبرغم ما يجرى على أرض مصر فى الوقت الراهن من قسوة الحياة ومرارة الغلاء الفاحش، يبقى السؤال المشروع الى متى يستمر ذلك الوضع الاقتصادى والمالى المقلق لملايين المصريين؟، خاصة فى ظل غياب رقابه صارمة ومتابعة حركة الاسواق من قبل الحكومة كل فيما يخصة لضبطها والتى فقدت الكثير من التجاهل وعدم المتابعة فيما ما يتعرض له المواطن من عمليات نهب ممنهج دون رقيب أو حسيب ، وبما يفرض على الحكومة والدولة التحرك سريعا ومحاربة ومحاسبة "مافيا الأزمات " من غول الزيادة المضطردة فى الاسعار بشكل غير معقول وغير مقبول لوقف ابتزاز تجار الأزمات للشعب ليل نهار ينهشون فى جسد المواطن والوطن من تجار جملة وعملة وذهب والذهب والجملة" ، وبما يلزم الحكومة اتباع سياسة الحزم بوضع كل مخالف مهما كانت أهميته تحت مقصله القانون .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found