حوادث اليوم
الخميس 25 أبريل 2024 10:32 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

اسرار علاقة الجن بالإنس

انس وجن- تعبيرية
انس وجن- تعبيرية


ما هى صلة الجن بالإنس ؟ هل صحيح أن بعض الجن يتلبس الإنسان ؟
للجن بالإنسان نوعان من الإتصال : الأول فطرى والثانى طارئ .
فمن صلة الجن عموماً بالإنسان أنهم يرون الإنسان ويبصرونه ويعرفون أحواله الظاهرة وهذا ما قرره الله فى قوله تعالى : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف: ٢٧
أي أن إبليس أبا الجن كلهم يرانا هو وذريته لتمكين الله لهم من هذه الرؤية وحجب الله رؤيتهم عنا وذلك رحمة من الله بنا نحن البشر لأن صورة الجن التى خلقها الله عليها بشعة مخيفة لا قرار ولا ثبات عند الإنسان على مشاهدتها .
دليل على ذلك أن ضرب المثل فى الشناعة برءوس الشياطين وذلك كما ورد فى الآيات الأتية : ( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظلمين * إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رؤس الشياطين ) الصافات: ٦٢ - ٦٥

ما علاقة الجن بالإنس؟
فهذه الآيات المسوقة لبيان الفروق بين مصير أهل الجنة ومصير أهل النار ومن هذه الفروق أن طعام أهل النار هو ثمار شجرة الزقوم وهى شجرة غريبة الأطوار والتكوين تم تشبيه ثمارها برءوس الشياطين لبيان قبحها فى نفسها ولبيان قبح منظرها ، لذلك حجب الله رؤية الشياطين عنا رحمة ورأفة بنا .
ولذلك قال العلماء أن الإنسان لا يمكن أن يرى جنياً على صورته التى خلقه الله عليها ولكن قد يراه فى صورة أخرى بديلة لأن الله خلق الجن قادرين على الظهور فى أى صورة أخرى كالثعابين أو قطة أو كلب أو سام أبرص ( البرص ) أو فى صورة إنسان أو حيوان أخر .
ومن صلات الجن بالإنسان أنهم يسكنون مع الإنسان فى البيوت والمكان المحدد إليهم هو دورات المياة ولذلك من الأدعية المأثورة التى رغب الشرع فيها لدخول دورات المياة وأماكن قضاء الحاجة أن يقول الداخل قبل أن يدخلها :

" أعوذ بالله من الخبث والخبائث " وهم الشياطين .
أما تلبس الجن بالإنسان وإخراجه عن هدوءه وإتزانه احياناً وتغيير نبرات صوته وجعله يضطرب فى تفكيره وكلامه هذا له أصل صريح فى القرآن الكريم وهو قوله تعالى فى وصف أكلى الربا : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة: ٢٧٥
ولهذا شواهد كثيرة فى حياة الناس وكان بعض العلماء ينفون ذلك ويؤلون هذه الآيات على معانى أخرى .
ورأيهم هذا غير سديد والآية واضحة لا تحتاج إلى تأويل لا من جهة العقل ولا من جهة الشرع ولا من جهة الواقع .
الإنس – الجن – الملائكة
هل الجن مكلفون مثلنا ومخاطبون بحقائق الإيمان وهل لهم رسل منهم يبلغونهم ما أنزل الله ؟
الجن عموماً قسم من أقسام المخلوقات العقلاء الثلاثة ..( الملائكة ، الإنس ، الجن ) وهم مكلفون مثلنا بما أمرنا الله به ، وما نهانا عنه وبالإيمان بالله وحده لا شريك له ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر .
وقد جاء هذا فى القرآن واضحاً فى عدة مواضع .. منهم سورة ( الجن ) ومن اولها إلى أخرها ، ومما جاء فيها ..
( قل أوحي إلي أنه أستمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا * وأنه تعالى جد ربنا ما أتخذ صاحبة ولا ولدا ) الجن: ١ - ٣
وفيها : ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا * وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا * وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأؤلئيك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) الجن: ١١ - ١٥
هذه الآيات فيها إشارات صريحة بأن هذا فريق من الجن مؤمن مقر لله بالوحدانية على الوجه الصحيح وفيها كذلك إخبار بأن الجن كالإنس منهم المؤمن ومنهم الكافر ومنهم الطائع ومنهم العاصي وإن هذا الفريق على بصر بتحريف الذين حرفوا العقيدة الصحيحة فى الله فنفوا عنه أن يكون له زوجة او ولدا ، وجاء عن الجن في سورة : ( الأحقاف ) قوله تعالى : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروا قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ................ ) الأحقاف: ٢٩ - ٣٢
وفى هذه الآيات بيان أن النفر الذين استمعوا إلى القرآن في السورة ( قل أوحى ) توجهوا بعد سماعه لينذروا قومهم كما أن فيها لمحة واضحة إلى أن الجن كانوا عالمين برسالة موسى  مدركين أن ما يدعو إليه القرآن من حقائق الإيمان مطابق لما نزل في التوراة .. على موسى  قبل أن يحرفه اليهود .
وفى هذا دليل على أن الرسل الذين بعثهم الله للبشر كانوا رسل للجن فإن الله أسمعهم الوحي المنزل عليهم .
الفرق بين الجن والشياطين :
إن الجن هم المؤمنون برسالات الله ، والشياطين هم الذين كفروا بها أما في أصل الخليقة هم من أصل واحد . ( من مارج من نار )

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found