نهر النيل يبتلع الأرواح في يوم حزين بالمنيا والجيزة ثلاث جثث في أقل من 24 ساعة

شهدت محافظتا المنيا والجيزة خلال الساعات الأخيرة ثلاث وقائع مأساوية راحت ضحيتها أرواح بريئة جرفتها مياه نهر النيل في مشاهد حزينة تؤكد استمرار خطر السباحة في المجاري المائية المفتوحة دون رقابة أو وعي بخطورة التيارات
في الواقعة الأولى تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثمان شخص مجهول الهوية من ترعة الإبراهيمية في مركز ملوي جنوب محافظة المنيا حيث تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا من الأهالي يفيد بظهور جثة طافية على سطح المياه وعلى الفور تحركت سيارات الإسعاف ووحدات الإنقاذ والأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ وتمكنت من انتشال الجثمان ونقله إلى مشرحة المستشفى وتحرر محضر بالواقعة وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات
العثور على جثة عامل يبلغ من العمر أربعين عاما طافية على سطح نهر النيل بمنطقة الوراق
أما في محافظة الجيزة فقد تم العثور على جثة عامل يبلغ من العمر أربعين عاما طافية على سطح نهر النيل بمنطقة الوراق حيث تلقى اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية إخطارا من المقدم محمد طارق رئيس مباحث الوراق بوجود جثة دون أي إصابات مرئية وعلى الفور توجهت القوات إلى موقع البلاغ وتم انتشال الجثة ونقلها إلى المشرحة فيما تولت النيابة التحقيق وأمرت بتشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة والتصريح بالدفن
الطالب غرق أثناء الاستحمام في نهر النيل بمركز الصف
وفي حادثة أخرى أكثر إيلاما لقي طالب يبلغ من العمر خمسة عشر عاما مصرعه غرقا أثناء الاستحمام في نهر النيل بمركز الصف جنوب محافظة الجيزة حيث تلقى العقيد محمد العشري مفتش مباحث الصف إخطارا من المقدم أحمد السويركي رئيس المباحث يفيد بغرق طالب كان يسبح برفقة عدد من أصدقائه
وبحسب التحريات فإن الطالب نزل إلى مياه النيل للاستحمام دون أن يكون هناك إشراف أو وسيلة إنقاذ قبل أن يجرفه التيار فجأة وسط صرخات أصدقائه الذين حاولوا إنقاذه دون جدوى وفور تلقي البلاغ تحركت قوات الإنقاذ النهري ونجحت في انتشال الجثمان وتم تحرير محضر بالواقعة فيما أُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات وأمرت بتشريح الجثمان ومواراة جثمان الطالب الثرى
غياب الوعي المجتمعي بخطورة النزول إلى مياه النيل
وتطرح هذه الحوادث المتكررة العديد من علامات الاستفهام حول غياب الوعي المجتمعي بخطورة النزول إلى مياه النيل أو الترع بغرض الاستحمام أو الترفيه في ظل غياب وسائل الأمان أو الرقابة كما تجدد الدعوات الموجهة للأسر بضرورة توعية أبنائهم بعدم الاقتراب من المجاري المائية
حجم المخاطر يزداد في مواسم الصيف والعطلات
وتواصل أجهزة الحماية المدنية والإنقاذ النهري جهودها لرصد أي بلاغات غرق فورية والتدخل السريع لإنقاذ الأرواح إلا أن حجم المخاطر يزداد في مواسم الصيف والعطلات حيث يقبل العديد من الشباب على السباحة في أماكن غير مؤهلة لذلك
وتدعو الجهات الأمنية والتوعوية كافة المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات وعدم تعريض حياتهم أو حياة ذويهم للخطر والتوجه إلى الأماكن المخصصة والآمنة للسباحة والتأكد من وجود إشراف أو إنقاذ تحسبا لأي طارئ وذلك حفاظا على أرواحهم التي لا تعوض
وتبقى تلك الوقائع رسالة تحذير واضحة بضرورة التحرك المجتمعي والتوعوي والرقابي للحد من تكرار مثل هذه المآسي اليومية التي تحصد أرواحا بريئة بلا ذنب سوى الجهل بالمخاطر