استخراج جثمان سيدة توفيت داخل مستشفى خاص بالشيخ زايد للتحقيق في شبهة إهمال طبي

أمرت جهات التحقيق المختصة باستخراج جثمان سيدة تُدعى "بدرية"، توفيت منذ أكثر من شهر داخل أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة الشيخ زايد، لعرضه على الطب الشرعي، وإجراء الصفة التشريحية لتحديد السبب الحقيقي للوفاة، وذلك استجابةً لبلاغ رسمي من أسرتها التي تتهم طبيب عظام شهير بالإهمال الطبي الجسيم.
بلاغ من الأسرة يتهم طبيبًا بالإهمال في جراحة غضاريف
تقدمت أسرة السيدة المتوفاة ببلاغ رسمي، تتهم فيه طبيب عظام يُدعى (م. ز) بالتسبب في وفاتها نتيجة الإهمال، أثناء إجرائه عملية جراحية لاستئصال غضاريف باستخدام تقنية الميكروسكوب، بحسب ما تم الاتفاق عليه معهم قبل العملية.
بداية القصة.. انزلاق غضروفي وجراحة بتقنية الميكروسكوب
في مايو الماضي، كانت السيدة بدرية تعاني من انزلاق غضروفي متعدد، ومع إصابتها بمرض السكري، قررت أسرتها اللجوء إلى الجراحة الدقيقة لتفادي المخاطر. تم الاتفاق مع الطبيب على إجراء الجراحة بتقنية الميكروسكوب مقابل 60 ألف جنيه، وتم التوقيع على الإقرار الطبي بتاريخ 22 مايو.
شكوك بعد الجراحة وتعويض دون تفسير
وفقًا لرواية الابنة "إسراء"، اكتشفت العائلة بعد خروج والدتها من المستشفى أن الجراحة لم تُنفذ بالتقنية المتفق عليها، بل كانت جراحة تقليدية. وحين طالبوا الطبيب بتفسير، فوجئوا بأنه أعاد إليهم مبلغ 15 ألف جنيه كتعويض، دون توضيح ما حدث داخل غرفة العمليات.
تدهور مفاجئ في الحالة.. ورنين مغناطيسي يكشف المفاجأة
سوء الحالة الصحية ظهر سريعًا، حيث تلوث الجرح وظهر عليه خُرّاج، وبدأت تظهر على السيدة بدرية أعراض عصبية مثل الرعشة والخرف، بينما أظهرت التحاليل انخفاض الهيموجلوبين إلى 8.
خضعت السيدة لرنين مغناطيسي، ليكتشف الأطباء – بحسب الأسرة – أن الغضاريف الثلاثة لم تُستأصل بالكامل، بل تبين أن الطبيب قضى 4 ساعات في غرفة العمليات يحاول التعامل مع "الأم الجافية" الملتصقة بالعظام، دون إعلام الأسرة بذلك.
رفض استقبال الحالة وتفاقم الأزمة حتى الوفاة
مع استمرار تدهور الحالة، رفضت عدة مستشفيات استقبالها نظرًا لتعقيد وضعها الصحي بعد العملية. وأشارت التحاليل إلى وجود التهاب نيكروزي في الجرح، ما تطلب جراحة كبرى عاجلة، لكن السيدة بدرية توفيت يوم 6 يونيو قبل أن تتلقى العلاج اللازم.
تحقيقات موسعة وتقرير الطب الشرعي لحسم الجدل
تعمل جهات التحقيق حاليًا على فحص جميع التقارير الطبية، والتحاليل، وملف المريضة، وبيانات المستشفى والتمريض، للوقوف على وجود أي تقصير أو خطأ مهني. وينتظر أن يكون لتقرير الطب الشرعي دور حاسم في كشف الحقيقة، وتحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن إهمال طبي جسيم أم لا.