حوادث اليوم
الأحد 27 يوليو 2025 02:16 مـ 2 صفر 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

مأساة لا تُحتمل.. أم تغسل جثمان ابنتها بعد عام من فقدان ابنها الغريق

جثة فتاة
جثة فتاة

شهدت إحدى قرى محافظة المنوفية مأساة إنسانية مؤلمة، بعد أن فقدت أسرة فقيرة الابن والابنة في عامين متتاليين، في مشهد مروّع خيّم بالحزن على القرية بأكملها. الابن عبد الرحمن لقي مصرعه غرقًا العام الماضي، فيما أنهت شقيقته هاجر، المعروفة بلقب «الدكتورة» بين جيرانها، حياتها بعد أن جاءت نتيجتها في الثانوية العامة مخيبة لآمالها.

حلم الأم يتحول إلى كابوس

الأم المفجوعة روت تفاصيل اللحظات التي سبقت المأساة، حيث قالت إنها رأت ابنها عبد الرحمن في المنام قبل الحادثة بيومين، وهو يبلغها قائلًا: «أنا جاي آخد هاجر». لم تأخذ الرؤية على محمل الجد، لكنها لم تكن تعلم أن الحلم سيتحول إلى واقع مفجع.

"الدكتورة" التي لم تحتمل الصدمة

الفتاة هاجر، 15 عامًا، كانت معروفة وسط أهل قريتها بتفوقها الدراسي، وكان الجميع يلقبونها بـ«الدكتورة» لحلمها الكبير بالالتحاق بكلية الطب. إلا أن نتيجتها في الثانوية العامة جاءت دون المتوقع، ولم تتجاوز نسبة الـ60%، ما أصابها بحالة انهيار نفسي شديد، دخلت على إثرها في عزلة تامة، ورفضت الحديث مع أحد.

في اليوم المشؤوم، عُثر على هاجر جثة هامدة داخل منزلها، بعد أن تناولت قرصًا سامًا لحفظ الغلال، وهو من المواد شديدة الخطورة والمعروفة بسرعة مفعولها القاتل. تم نقل الجثمان إلى المشرحة، وبدأت النيابة التحقيق في الواقعة.

الأخ الغريق.. والحب الكبير بين الشقيقين

بحسب رواية الأم، فإن عبد الرحمن، شقيق هاجر، توفي العام الماضي غرقًا في إحدى الترع وهو في نفس العمر تقريبًا. وكان بينه وبين شقيقته علاقة استثنائية. تقول الأم: «كانوا روح واحدة في جسدين، مات عبد الرحمن السنة اللي فاتت، وهاجر ماتت النهاردة تقريبًا في نفس السن».

وأضافت، وسط دموعها: «هاجر ما قدرتش تستحمل، كانت متعلقة بأخوها جدًا، وكل طموحها تفرحنا وتدخل طب، لكن النتيجة كسرتها».

اللحظات الأخيرة.. أم تغسل ابنتها بدموعها

في مشهد تقشعر له الأبدان، كانت الأم هي من قامت بتغسيل جثمان ابنتها، بعد أن رفضت أن يلمسها أحد غيرها. يقول شهود العيان إن الأم لم تتوقف عن البكاء وهي تردد: «يا بنتي.. روحتي لأخوكي؟!».

صدمة في القرية.. ورسائل تحذير

الحادثة تركت أثرًا عميقًا في نفوس أهالي القرية، الذين خيم عليهم الحزن والذهول، خاصة بعد أن فقدت الأسرة الابن والابنة في عامين متتاليين، وكلاهما في ريعان الشباب.

وطالب الأهالي بضرورة تسليط الضوء على الضغوط النفسية التي يتعرض لها طلاب الثانوية العامة، خاصة في ظل التوقعات المجتمعية العالية، وعدم وجود دعم نفسي كافٍ لهم، مؤكدين أن التعليم لا يجب أن يكون سببًا في خسارة أرواح بهذا الشكل المفجع.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found