حوادث اليوم
الإثنين 11 أغسطس 2025 12:44 مـ 17 صفر 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

الملاك الصغير تحول إلى قاتل.. معلمة قرآن تفارق الحياة خنقًا

جثة
جثة

في أحد أزقة جنوب الجيزة، كانت الحاجة "شربات" تحمل في وجهها طمأنينة الأمهات، تفتح باب بيتها البسيط كل صباح، تستقبل أطفال الجيران بابتسامة هادئة وصوت رقيق يتلو آيات القرآن. لم تكن مجرد سيدة مسنة، بل كانت ملاذًا للبراءة والنصح، تعلم الأطفال وتوجههم، دون انتظار مقابل.

لكن تلك الصورة الوديعة انتهت بشكل مأساوي، بعدما راحت الحاجة ضحية جريمة بشعة على يد طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، بدافع السرقة.

بداية الكابوس.. باب مفتوح وجثة هامدة

في ليلة خيم عليها السكون، لاحظ أحد أفراد أسرة الضحية أن باب منزلها مفتوح بشكل غير معتاد، طرق الباب فلم يرد أحد، فطلب من أحد أقاربه الدخول. وما إن تجاوز العتبة حتى فوجئ بالجثة مسجاة على الأرض، الحاجة "شربات" بلا حراك، وفور فحصها تبين وفاتها خنقًا داخل غرفتها.

الطفل القاتل.. سرقة ومقاومة وجريمة

كشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن مرتكب الواقعة هو طفل من أبناء نفس المنطقة، كان يعرف الضحية جيدًا، وراقب وحدتها، فقرر التسلل إلى منزلها لسرقتها.

وحين باغتها في غرفتها، قاومته بصوتها وجسدها النحيل، فانهال عليها خنقًا بيديه الصغيرتين حتى أزهق روحها، ثم استولى على مشغولات ذهبية كانت ترتديها، وفر هاربًا من مسرح الجريمة.

سقوط سريع واعتراف كامل

لم تدم محاولات الطفل للهرب طويلًا، فقد اشتبه فيه أحد أصحاب محلات الذهب عندما حاول بيع بعض القطع المسروقة، وبدأت الشكوك تحوم حوله، إلى أن تمكنت الشرطة من القبض عليه.

وبمواجهته، انهار سريعًا واعترف بجريمته كاملة، قائلًا إنه لم يقصد القتل لكنه خاف من افتضاح أمره حينما قاومته المجني عليها.

تحرك أمني سريع

تلقى ضباط مباحث مركز شرطة أبو النمرس بلاغًا من غرفة النجدة يفيد بالعثور على جثة سيدة مسنة داخل شقتها. وعلى الفور، انتقل رجال الشرطة إلى موقع البلاغ، وتبين وجود آثار خنق حول الرقبة، وبعثرة في محتويات الشقة، واختفاء بعض المصوغات الذهبية.

وبتكثيف التحريات، تم التوصل إلى هوية الجاني وضبطه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، وتولت النيابة العامة التحقيقات.

وداعًا يا "ست الكل"

رحلت الحاجة "شربات" عن عالمنا تاركة خلفها دموع أطفال تعلّموا منها أولى كلمات القرآن، ووجعًا في قلوب كل من عرفها، في جريمة أعادت فتح الحديث عن تفشي جرائم القُصّر، وسهولة الانزلاق إلى هاوية العنف بدافع الطمع.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found