حوادث اليوم
السبت 16 أغسطس 2025 02:40 مـ 22 صفر 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

صرخة طفل تفضح جريمة قتل مأساوية في الزقازيق

جثة
جثة

بدأت خيوط الجريمة بصرخة طفل صغير خرج مذعورًا إلى الشارع، متجهًا نحو جدته وفي يده ورقة نقدية فئة 10 جنيهات ملطخة بالدماء، وهو يردد بصوت مرتجف: "يا تيتة.. ماما وبابا اتخانقوا".
تلك الكلمات البسيطة كانت كافية لتشعل الشكوك في قلب الجدة، التي هرعت مسرعة إلى شقة ابنتها "رحمة" الكائنة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

المشهد المروّع خلف باب الشقة

فور وصول الجدة إلى منزل ابنتها، حاولت طرق الباب دون استجابة، مما دفعها للاستعانة بالجيران لكسر الباب. وما أن انفتح حتى تكشّف أمامها مشهد مأساوي.
عُثر على "رحمة" جثة هامدة أسفل السرير، وقد غطى الدم جسدها، فيما بدا واضحًا وجود محاولة لحرقها مع المرتبة باستخدام أسطوانة غاز، في محاولة من زوجها لإخفاء آثار جريمته البشعة قبل أن يلوذ بالفرار.

تقرير الطب الشرعي يكشف الحقيقة

أوضحت التحقيقات الأولية وتقارير الطب الشرعي أن الزوج استخدم أداة حديدية لضرب زوجته على رأسها، ما أدى إلى كسر بالجمجمة تسبب في وفاتها على الفور.
الجريمة لم تكن وليدة لحظة عابرة، بل جاءت نتيجة مشادة كلامية تطورت سريعًا إلى اعتداء دموي أنهى حياة الزوجة.

من مسرح الجريمة إلى المطار

وفي الوقت الذي كانت فيه أسرة الضحية تعيش صدمة الفاجعة، كان القاتل "أيمن.ف"، 40 عامًا، ويعمل نجارًا بدولة الإمارات، قد بدأ خطته للهرب. استقل سيارة متجهًا إلى مطار القاهرة الدولي، معتقدًا أنه سينجو بفعلته ويغادر البلاد دون أن يترك أثرًا.

لكن جهود أجهزة الأمن لم تمهله طويلًا. فقد شكّل الرائد محمد صدقي، رئيس مباحث مركز الزقازيق، فريق بحث موسع لتتبع خط سيره. وبالفعل، تم رصده وضبطه داخل المطار قبل دقائق من مغادرة البلاد.

حكم الإعدام يطوي صفحة المأساة

أحيل المتهم إلى النيابة العامة التي وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، ليتم إحالته إلى محكمة الجنايات. وبعد جلسات استمعت فيها المحكمة لشهادة الشهود وتقارير الطب الشرعي، أصدرت حكمها بالإعدام شنقًا.
وبعد ورود رأي مفتي الجمهورية مؤيدًا للحكم، أيدت المحكمة الحكم ليصبح باتًا ونهائيًا، مسدلة الستار على واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في الشرقية.

طفلان بلا أب وأم

وبينما انتهت المحاكمة بحكم الإعدام، تبقى المأساة الإنسانية مستمرة. فقد تُرك طفلان صغيران بلا أب ولا أم، ليعيشا في كنف جدتهما التي وجدت نفسها فجأة مسؤولة عن رعايتهما بعد أن فقدت ابنتها وانهار بيتها بالكامل بسبب لحظة غضب تحولت إلى جريمة قتل.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found