سكين ومطواة وحشيش.. أسرار ليلة الرعب في منزل الزوجين

في أحد أيام فبراير من عام 2022، لم يكن يخطر ببال أحد من سكان منطقة النزهة بالقاهرة أن خلافًا زوجيًا سيتحول إلى جريمة قتل مروّعة تهز الشارع المصري، وتنتهي بحكم قضائي قاسٍ بالإعدام شنقًا.
بداية الحكاية
عاش الزوج ح. م. (43 عامًا – صاحب كافيه) وزوجته ر. ما يقارب 18 عامًا من الزواج، بعد قصة حب جمعت بينهما في بداية حياتهما. ورغم أن هذا الزواج لم يُثمر عن أطفال، إلا أن حياتهما ظلت مستقرة لسنوات طويلة. لكن مع مرور الوقت بدأت الخلافات تدب بينهما، خاصة مع تغيّر سلوك الزوج في الأشهر الأخيرة قبل الحادث.
الزوجة، التي طالما وثقت في شريك حياتها، اكتشفت بالصدفة خيانته لها مع جارتها. لم تكن الصدمة عادية؛ فقد وجدت صورًا ومحادثات "مخلة" أرسلها الزوج لتلك السيدة. ومنذ تلك اللحظة، تحولت حياتهما إلى ساحة مشاحنات متكررة، ومع كل يوم كانت الهوة بينهما تتسع.
في الليلة التي سبقت الجريمة، احتدم الخلاف بين الزوجين بشدة. الزوجة واجهته بخيانته مرة أخرى، ولم يعد الأمر يحتمل السكوت. لجأت إلى شقيقها، شاكية ما يحدث معها، فطلب منها أن تترك المنزل على الفور وتأتي للإقامة لديه. وعدته بذلك، وأخبرته بأنها ستتجه أولًا إلى منزل شقيقتها، لكن بعدها بساعات أُغلق هاتفها واختفت أخبارها.
القلق تملك قلب شقيقها، فانطلق مسرعًا إلى منزلها. هناك، وجد الزوج جالسًا أسفل العقار أمام الكافيه الذي يملكه، وبهدوء سلّمه المفتاح قائلًا: "اطلع شوف أختك وأنا جاي وراك". لم يتوقع الشقيق أن تلك الكلمات كانت إشارة إلى كارثة بانتظاره.
اكتشاف الجريمة
ما إن فتح باب الشقة حتى تلقى صدمة العمر؛ شقيقته غارقة في دمائها داخل المطبخ، وقد بدا على جثمانها آثار اعتداء وحشي. أصابته حالة من الذهول قبل أن يستغيث بالجيران الذين هرعوا بدورهم لإبلاغ الشرطة.
حضرت قوة من المباحث، وأجرت المعاينة الأولية. تبين أن الضحية تعرضت للذبح، بالإضافة إلى 6 طعنات نافذة في الصدر والبطن. وعُثر بجانبها على سكين ومطواة، تبيّن لاحقًا أنهما أداة الجريمة.
سقوط الجاني
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى ألقت قوات الأمن القبض على الزوج. وبمواجهته بالأدلة، انهار واعترف بارتكاب الجريمة. قال في اعترافاته إنه فقد السيطرة على أعصابه بعدما اكتشفت زوجته خيانته وواجهته بها، فقرر التخلص منها نهائيًا داخل المطبخ مستخدمًا السلاحين الأبيضين.
المحاكمة والحكم
النيابة العامة باشرت التحقيق، وأحالت المتهم إلى محكمة الجنايات أوائل عام 2023، ووجهت إليه تهم:
-
القتل العمد مع سبق الإصرار.
-
حيازة سلاحين أبيضين (سكين ومطواة).
-
تعاطي مخدر الحشيش وقت ارتكاب الجريمة.
وخلال جلسات المحاكمة استمعت المحكمة لشهادة شقيق الضحية وتقارير الطب الشرعي، إلى جانب اعترافات المتهم التي وثّقت تفاصيل جريمته.
وفي سبتمبر 2025، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها بإجماع الآراء بإعدام المتهم شنقًا، بعدما سبق أن أحالت أوراقه إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
هكذا أسدل الستار على واحدة من أكثر جرائم الخيانة الزوجية بشاعة، التي تحولت من قصة حب وزواج استمر 18 عامًا إلى جريمة دم كتبت النهاية المأساوية لعلاقة بين زوجين فرّق بينهما الغدر والخيانة.