حوادث اليوم
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 05:34 مـ 3 ربيع أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

الموت والسموم: كيف أنهى شاب حياة خالته وجلس بجانبها في صمت قاتل؟

جثة
جثة

في الثانية عشرة والربع بعد منتصف ليل الجمعة، جلس "محمد" صاحب الـ30 عامًا أمام شقة خالته بالمنيرة الغربية، حين سألته إحدى الجارات عن سبب جلوسه فأجابها بهدوء: "مستني خالتي تيجي من برا".
وبعد دقائق، وصلت الخالة تحمل أكياسًا مليئة بالطعام، لتدخل منزلها وهي لا تعلم أنها المرة الأخيرة، بعدما بيت لها ابن أختها نية الغدر والتخلص منها طمعًا في معاشها الذي حصلت عليه قبل ساعات.

الصدمة في صباح السبت

مع بزوغ شمس السبت، رن هاتف شقيقة الضحية المقيمة خارج الجيزة، لتتفاجأ بابنها يخبرها بكلمات صادمة: "أختك ماتت يا أمي". لم تستوعب الأم وقع الخبر، بينما كانت الجريمة تتكشف ببطء.
في الجهة الأخرى، هرعت إحدى قريبات الضحية إلى منزلها بعد اتصال من عمتها يخبرها بالوفاة، لتجد الخالة جثة هامدة مغطاة بملاءة وبجوارها ابن شقيقتها في حالة ارتباك واضحة.

علامات شك مبكر

الشكوك بدأت تتصاعد بعد ملاحظة اختفاء هاتف الخالة، وحقيبتها التي وُجدت فارغة رغم استلامها للمعاش قبل يوم واحد. كما زاد إصرار بعض أقاربها على إنهاء إجراءات الدفن سريعًا دون نقلها إلى المستشفى، من الريبة، مما دفع ابنة أختها إلى إبلاغ الشرطة.

تحرك مباحث إمبابة

على الفور، تلقى العميد محمد ربيع رئيس مباحث قطاع الشمال بلاغًا بالعثور على جثة خمسينية داخل منزلها. وبحسه الأمني، أدرك أن الوفاة ليست طبيعية.
انتقل مع فريق البحث إلى موقع الجريمة، حيث لفت انتباهه ارتباك ابن شقيقة الضحية، فضلًا عن ملامح الإدمان الواضحة عليه، لتبدأ الشبهات تحوم حوله.

الجارة تكشف الخيط الأول

شهادة إحدى الجارات قلبت الموازين، إذ أكدت أنها شاهدت المشتبه به يغادر العقار في السابعة صباحًا ثم عاد برفقة والديه، ما عزز فرضية تورطه.
كما كشفت التحريات عن استخدامه هاتف الضحية للاتصال بوالدته، وهو ما أثبتته عمليات تفريغ المكالمات، ليصبح الدليل المادي حاضرًا.

الاعتراف الصادم

خلال التحقيق، لم يستطع "محمد" الصمود طويلًا أمام مواجهة ضباط المباحث بأقوال الشهود والأدلة، فانهار معترفًا بجريمته.
اعترف أنه دسَّ محتوى قطرة عين تستخدمها خالته كعلاج داخل كوب ماء، وقدمه لها قائلًا: "اشربي يا خالتي الجو حر وانت راجعة عرقانة"، فسقطت مغشيًا عليها وفارقت الحياة.

6 ساعات بجوار الجثة

لم يكتف المتهم بقتل خالته، بل جلس بجوار جثتها أكثر من 6 ساعات، مستغلًا معاشها الذي استولى عليه في شراء المخدرات والعقاقير من الصيدليات، وظل يتعاطاها بجانبها حتى حضور أقاربها.

جريمة ليست الأولى

المفاجأة أن المتهم سبق له سرقة خالته قبل عام، ورغم حسن معاملتها له التي كانت تعتبره كأحد أبنائها، إلا أنه رد الجميل بجريمة قتل بشعة طمعًا في المال.
لتنتهي القصة المأساوية بخروج الضحية من بيتها للمرة الأخيرة على نعش، فيما ينتظر القاتل محاكمته على جريمة هزت أرجاء إمبابة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found