من التشهير إلى البراءة.. كيف نجت ”أم هاشم” من دم أطفالها وزوجها؟

بعد أيام عصيبة عاشت خلالها تحت ضغط الشائعات، وتعرضت لقرار بإيداعها مستشفى الأمراض النفسية، عادت السيدة أم هاشم أحمد عبد الفتاح إلى أهلها ببني سويف وحيدة، بعدما كشفت تحقيقات وزارة الداخلية مفاجأة قلبت القضية رأسًا على عقب، لتبرئها من دم زوجها وأطفالها الستة الذين قضوا جميعًا في حادث مأساوي هز الرأي العام.
دائرة الشك تحاصر الأم
القصة بدأت حينما ضاقت دائرة الشك حول "أم هاشم"، بعد أن فقدت أبناءها الستة وزوجها في ليلة واحدة، نتيجة تناول خبز مسموم. ومع تضارب أقوالها أمام جهات التحقيق وتلعثم لسانها حزنًا، تعالت الهمسات بين أهالي قرية دلجا بمحافظة المنيا بأن الأم هي الفاعلة، خصوصًا بعد نجاتها وحدها من الموت.
النيابة بدورها أصدرت قرارًا بإيداعها مستشفى العباسية للأمراض النفسية لمتابعة حالتها العقلية، الأمر الذي زاد من الشكوك المجتمعية ضدها.
بيان الداخلية يقلب الموازين
غير أن بيان وزارة الداخلية وضع حدًا لهذه التكهنات، ليعلن عن مفاجأة صادمة، مفادها أن الزوجة الثانية لزوج المجني عليها هي من دست السم في الخبز، بهدف التخلص من "ضرتها" وأبنائها خشية أن ينفصل عنها زوجها.
وبذلك أسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام مؤخرًا، لتخرج "أم هاشم" بريئة من دم أطفالها وزوجها.
حياة مدمرة بعد 15 عامًا من الزواج
وبحسب تصريحات علي محمد، عم الأطفال الضحايا، في حديث خاص، فإن "أم هاشم" خرجت منذ أيام قليلة من مستشفى العباسية وعادت لمنزل أسرتها في بني سويف، بعد أن فقدت كل شيء.
وأضاف أن المنزل الذي كانت تعيش فيه الأسرة ما زال مشمعًا بالشمع الأحمر، فيما عادت "أم هاشم" خالية اليدين بعد 15 عامًا من الزواج، لا تملك سوى ذكرى أليمة عن زوج وستة أطفال قضوا جميعًا بدم بارد.
مأساة إنسانية
القضية لم تترك أثرًا جنائيًا فحسب، بل خلفت مأساة إنسانية كبيرة، حيث تعيش الأم اليوم صدمة فقدان أسرتها بالكامل، في وقت لا تزال فيه القرية تحت وقع الحزن والذهول من الجريمة البشعة التي ارتكبتها الزوجة الثانية بدافع الغيرة.