حوادث اليوم
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 03:36 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

حين تحولت المغامرة إلى كابوس.. شاب يواجه الأرواح في فندق الرياح السوداء ويختفي بلا أثر

ارشيفية
ارشيفية

كان فندق الرياح السوداء واحدًا من أقدم المباني في المدينة، شاهقًا رغم تآكل جدرانه، يقف كأنه شاهد صامت على ماضٍ غامض. يقع في شارع ضيق تغطيه أوراق الأشجار الميتة، وتنبعث منه روائح عفن كثيف تجعل الهواء خانقًا.
منذ سنوات طويلة، لم يجرؤ أحد على الدخول إليه. فالشائعات التي أحاطت به كانت كافية لردع الفضولاء. قيل إن الأرواح تسكنه، وإن الموت يقيم بين جدرانه، لكنه لا يظهر إلا ليلًا.

مروان.. التحدي يبدأ

لكن بالنسبة لـ مروان، شاب في العشرينات من عمره، لم تكن تلك الشائعات سوى فرصة لاختبار شجاعته. سمع عن الفندق الملعون من قبل، لكنه قرر أخيرًا أن يواجه أساطيره بنفسه. تحدٍ غريب سيضعه في مواجهة المجهول، ولم يكن شيء ليستطيع أن يثنيه عن مغامرته.

ليلة المطر والصمت المخيف

في منتصف الليل، وصل مروان إلى الفندق. المطر كان يتساقط بغزارة، والهواء البارد يلسع وجهه. وقف أمام الباب الحديدي الضخم، الذي بدا كأنه يحرس أسرارًا دفينة. دفعه بقوة، فصدر صوت صرير مدوٍ، كأن المكان يعلن عن قدومه.
دخل مروان البهو المظلم. الأرضية مغطاة بالغبار، ورائحة العفن تنبعث من كل زاوية. المصابيح القديمة في الممرات كانت تتأرجح ببطء، وكأنها تحاول أن تبعث له رسالة. لكنه تجاهل القلق الذي بدأ يتسرب إلى داخله، وأكمل طريقه.

أسرار خلف الجدران العتيقة

رغم أنه يعلم أن الفندق مهجور منذ سنوات، إلا أن شعورًا غامضًا سيطر عليه. كان المكان خانقًا، والظلال تتراقص على الجدران كأن شيئًا خفيًا يتنقل بين الغرف. كلما خطا خطوة، شعر بأن هناك عيونًا تراقبه في الظلام.

همسات الليل وصوت الغرفة 307

مع مرور الوقت، بدأت أصوات غريبة تتعالى من الطابق العلوي. همسات متقطعة، وصوت خطوات خفيفة، كأن شخصًا يشاركه المكان. حاول إقناع نفسه أنها مجرد أوهام صنعها الخوف.
قرر أن يصعد إلى الطابق الثاني ليستكشف الغرف المغلقة منذ عقود. كل باب كان صدئًا يئن حين يحاول فتحه، حتى وصل إلى غرفة مميزة: الغرفة 307.

الجثة في الزاوية

فتح مروان باب الغرفة بصعوبة. الهواء كان أثقل من أي مكان آخر في الفندق، برائحة عفنة تكاد تخنق أنفاسه.
وهناك، في الزاوية، لمح شيئًا جعله يتجمد مكانه: جثة متحللة، نصف مدفونة تحت الأتربة والعفن. الملامح مشوهة إلى حد لا يُصدق، والعظام بارزة من تحت الجلد الداكن.
لكن أكثر ما أصابه بالذعر كانت العينان. كانتا مفتوحتين، تحدقان فيه مباشرة، وكأن صاحب الجثة ما زال حيًا، يراقبه من العالم الآخر.

استيقاظ الموتى

بينما حاول مروان التراجع، انبعث صوت غريب من الجثة. همسات أولًا، ثم أنين منخفض، يتحول تدريجيًا إلى صرخات مكتومة. شعر بأن الجثة بدأت تستيقظ.
أراد الخروج مسرعًا، لكنه اكتشف أن الباب قد أُغلق من تلقاء نفسه. أصابعه المرتجفة حاولت فتحه، لكن دون جدوى. الجدران نفسها بدت وكأنها تضيق عليه، تكاد تبتلعه.

مطاردة الظل

ركض مروان في الممر، لكن الخطوات التي كان يسمعها لم تكن له وحده. كان هناك شيء يلاحقه. الظلال على الجدران بدأت تتشكل، تتحرك، ثم تجمعت في شكل ظل مظلم ضخم، يقترب منه أكثر فأكثر.
حين استدار، رأى أن الظل كان صورة للجثة التي تركها خلفه، تتحرك الآن بعيون أكثر وضوحًا، تحدق فيه ببرود شيطاني.

همسات الأرواح

امتلأ المكان بأصوات كثيرة، همسات تتحول إلى كلمات غامضة. شعر مروان أن الأرواح التي سكنت الفندق بدأت تخاطبه مباشرة.
سمعها بوضوح أخيرًا: "لن تخرج أبدًا…"

الفندق يبتلع ضحيته

الهواء أصبح أثقل، الظلام ابتلع كل شيء، والجدران انغلقت كالفخ. جسد مروان بدأ يتجمد مكانه، وكأن الفندق نفسه ابتلعه. لم يعد هناك طريق للخروج، ولا أمل في النجاة.

اختفاء غامض

بعد أيام، دخلت الشرطة الفندق بعد بلاغات عن اختفاء مروان. فتشوا الغرف، ليجدوا نفس الجثة المتحللة في الغرفة 307، تمامًا كما رآها مروان.
لكن الغريب أنهم لم يجدوا أي أثر له.

الحقيقة المروعة

حين سألوا سكان المدينة، أكد بعض الشهود أنهم رأوا مروان يتجول في الشوارع بعد اختفائه. لكن ملامحه كانت شاحبة، وعيناه فارغتان، يتحرك كأنه دمية بلا روح.
ومنذ ذلك الحين، صارت الأسطورة تقول: "من يدخل فندق الرياح السوداء… لا يعود أبدًا."

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found