صدمة في شارع أرض صالح.. ضرب قديم ينقلب إلى كارثة حياة الزوجة والزوج

"شدي حيلك.. البقية في حياتك"، هكذا حاول طبيب الطوارئ بمستشفى الأميري مواساة ناهد م.ع بعد أن أخبرها بوفاة زوجها حسن ش.م، 50 عامًا، في مشهد مؤثر اجتاح عاطفة الزوجة. جلست ناهد أرضًا، وهي تتردد: "إيه اللي حصل.. وأزاي؟"، بينما كان الحزن يطغى على المكان.
استقبال المتوفى والإشارة إلى شبهة جنائية
أخطر المستشفى الرئيسي الجامعي قسم شرطة الرمل ثان سريعًا، مشيرة إلى أنها استقبلت الزوج في حالة إعياء شديد، وتوفي أثناء محاولة إسعافه بقسم الطوارئ، مما أثار الشكوك بوجود شبهة جنائية وراء الوفاة.
وبمناظرة الجثمان، لاحظ الطبيب وجود جرح قديم في فروة الرأس، ما دفع ضابط المباحث لسؤال الزوجة عن سبب الإصابة. تبين من التحريات أن الزوج سبق اتهامه في أربع قضايا سابقة تشمل: سلاح ناري، مخدرات، ضرب، ومشاجرة.
الشرارة.. ألعاب المراهنات
قبل أسبوع من الوفاة، وتحديدًا أواخر أغسطس، اكتشف نجل الزوج حسن أن أخته تقوم بـ ألعاب مراهنات على هاتفها المحمول، ما أثار غضبه ودخوله في مشادة كلامية مع زوج شقيقته "علاء" 43 سنة.
سرعان ما تطورت المشادة إلى شجار تدخل فيه خال الزوج إبراهيم ش.ح 65 سنة وابنه محمود 24 سنة، لتتأزم الأوضاع بشكل خطير.
الضرب باستخدام عصى خشبية
وفقًا لرواية الزوجة، قام الخال وابناه بالاعتداء على حسن بالضرب باستخدام عصى خشبية، ما أحدث إصابة بجرح رضي في فروة الرأس، وتم تحرير محضر بالمشاجرة برقم 22004 لسنة 2025 في قسم شرطة الرمل ثان، قبل أن يتم إخلاء سبيل جميع الأطراف للصلح والعودة إلى منازلهم في شارع أرض صالح بمنطقة السيوف.
الموت المؤجل.. أسبوع من المعاناة
مر أسبوع كامل بعد المشاجرة، ولم يلتفت أحد إلى خطورة الإصابة القديمة. حتى شعر حسن فجأة بحالة إعياء شديدة، فأسرعت زوجته ناهد بنقله إلى المستشفى، وهناك تلقّت صدمة وفاته متأثرًا بالإصابة القديمة في الرأس، التي لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب.
إجراءات النيابة والأمن
اتهمت الزوجة خال زوجها ونجليه بالتسبب في وفاة حسن، ليتم القبض عليهم وتحويلهم للتحقيق. كما تم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة الرمل ثان، مرفقًا بـ التقرير الطبي الصادر عن المستشفى الرئيسي الجامعي، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات القانونية في القضية.
مأساة عائلية كبيرة
ترك الحادث أثرًا نفسيًا بالغًا على الأسرة، إذ لم تكن الوفاة مفاجئة فحسب، بل كانت نتيجة مباشرة لشجار سابق وتراكم إصابة قديمة، مما يفتح تساؤلات حول خطورة الإهمال في معالجة الإصابات الناتجة عن المشاجرات العائلية، وما يمكن أن تتحول إليه الخلافات العائلية البسيطة إلى مأساة كاملة.