ليلة رعب في الإسكندرية.. أب يقتل ابنته الكبرى ويترك الأخرى غارقة في دمائها

في مشهد مأساوي هزّ منطقة العامرية غرب محافظة الإسكندرية، تحولت خلافات أسرية قديمة بين زوج وزوجته إلى جريمة مروعة، بعدما أقدم الأب "أ.ع.م" على قتل ابنته الكبرى "رويدة" البالغة من العمر 16 عامًا، والشروع في قتل شقيقتها الصغرى "رقية" صاحبة العشر سنوات، مستخدمًا سلاحًا أبيض "سكين"، قبل أن يوجّه الطعنات إلى جسده محاولًا إنهاء حياته.
شهادة الجيران تكشف اللحظات الدامية
قالت الشاهدة "ح.ع.م"، إحدى الجارات: "كنت نائمة وفوجئت بابنتي توقظني وتطلب مني التوجه إلى باب الشقة المجاورة، وعندما خرجت رأيت الطفلة ملقاة على الأرض غارقة في دمائها بعد أن طعنها والدها في رقبتها ووجهها. وفي تلك اللحظة خرج المتهم من الشقة وهو يصرخ قائلاً: (أنا عملت كده بسبب أمكوا)، ثم عاد مرة أخرى إلى الداخل قبل أن تصل قوات النجدة والإسعاف".
بينما روى الشاهد "م.م.ع" تفاصيل أخرى قائلاً: "سمعت طرقًا عنيفًا على الباب، وعندما فتحت وجدت الطفلة الصغيرة مصابة بطعنات في الرقبة والوجه، وسقطت بين يدي وهي تقول: (بابا اللي عمل كده). بعدها رأيت المتهم داخل الشقة ممسكًا بسكين ويطعن نفسه وهو يردد: (بسبب مراتي)".
تفاصيل الطب الشرعي.. جروح قاتلة
كشف تقرير الطب الشرعي عن جثة المجني عليها "رويدة" أن جسدها وملابسها كانت ملطخة بالدماء، وتبين وجود عدة جروح طعنية عميقة بالرقبة والوجه، أحدها أسفل الأذن اليسرى وآخر بمؤخرة الرقبة، بالإضافة إلى جرح في إصبع يدها اليمنى، ما يشير إلى محاولتها مقاومة والدها والإمساك بالسكين قبل أن تسقط قتيلة.
أما شقيقتها "رقية"، فأوضح التقرير الطبي أنها أصيبت بجرح شبه نافذ في الرقبة، وآخر في الكتف الأيمن، وجرح قطعي بالوجه، فضلًا عن إصابات أخرى في الرقبة والكتف الأيسر، ولا تزال تتلقى العلاج بالمستشفى.
وبالنسبة للمتهم، فقد أظهر التقرير إصابته بجروح طعنية متعددة في الوجه والرقبة والصدر، مع نزيف داخلي في البطن، ما تسبب في وفاته بعد ساعات من نقله إلى المستشفى.
بداية الخلاف.. وانفجار الغضب
وكشفت التحقيقات أن خلافات أسرية نشبت بين المتهم وزوجته منذ أغسطس 2024، ما دفعه لترك منزل الزوجية والعيش بمفرده في شقة أخرى. حاول مرارًا إعادة زوجته إلى بيت الزوجية، لكنه قوبل بالرفض، فزاد غضبه وتوعدها أكثر من مرة.
ويوم الواقعة، استدعى المتهم ابنتيه إلى منزله بحجة إعطاء ابنته الصغرى حقيبة مدرسية اشتراها لها. لكنه، وبعد فشل محاولاته لإجبار زوجته على الحضور، احتجز الطفلتين وبدأ يهدد زوجته بقتلهما إن لم تأتِ، وعندما تجاهلت تهديداته، نفذ جريمته البشعة.
مشهد الدم.. النهاية الحزينة
هاجم الأب ابنته الكبرى بطعنات قاتلة في الرقبة والوجه حتى سقطت غارقة في دمائها أمام باب الشقة، ثم لاحق ابنته الصغرى محاولًا إنهاء حياتها هي الأخرى، لكنها تمكنت من الهرب إلى الجيران طلبًا للنجدة. وبعدها استدار الأب نحو نفسه ليسدد عدة طعنات قاتلة إلى صدره وبطنه وعنقه، ليسقط غارقًا في دمائه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى.
قرار النيابة.. والدفن
قررت جهات التحقيق في نيابة العامرية أول بالإسكندرية التصريح بدفن جثمان المتهم بعد تشريحه، وكذلك دفن جثمان ابنته الكبرى "رويدة"، مع استمرار التحقيقات حول ملابسات القضية التي تحولت إلى حديث الرأي العام، في واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها المحافظة.