حوادث اليوم
السبت 4 أكتوبر 2025 10:51 مـ 12 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

جريمة في زقاق الحوامدية.. من عتاب إلى دماء سالت على باب البيت

جثة
جثة

في أحد أزقة الحوامدية الهادئة، تحولت ليلة عيد الأضحى إلى كابوس دامٍ، بعدما انتهى خلاف عابر بين شقيقين بجريمة تقشعر لها الأبدان. لم يكن أحد من الجيران يتخيل أن كلمة غضب ستتحول إلى طعنة تكتب نهاية مأساوية داخل بيت واحد، بين إخوة جمعتهم الطفولة وفرّقتهم لحظة طيش.

هدوء قاتل في ليلة العيد

الليلة كانت عادية، ضوء خافت ينساب من النوافذ، وهدوء يخيّم على الزقاق الضيق. لكن داخل أحد المنازل، كانت النار تشتعل في الصدور.
"محمد" الشقيق الأصغر، جلس عند مدخل البيت بملابسه الداخلية، فعاتبه شقيقه الأكبر "محمود" بنبرة غاضبة. كلمات قليلة أشعلت الخلاف، ارتفعت الأصوات، وتحوّل التلاسن إلى اشتباك بالأيدي، ثم ساد صمت مفاجئ... تبعه صوت ارتطام جسد بالأرض.

طعنة واحدة أنهت كل شيء

سقط محمد غارقًا في دمائه، والسكين بيد شقيقه، الذي لم يستوعب للحظة أنه أنهى حياة أقرب الناس إليه.
جارهما "عم سيد" يقول بصوت مرتجف: "سمعنا صوت خناقة، وبعدها صرخة.. ولما خرجنا لقينا محمد على الأرض ودمه مغرق المكان، ومحمود واقف مرعوش مش قادر يتكلم".
لم تكن هناك غيرة ولا ثأر، فقط لحظة غضب حولت بيتًا مليئًا بالضحك إلى مأتم.

التحقيقات تكشف التفاصيل

في قسم شرطة الحوامدية، جلس المتهم "محمود" مذهولًا مما حدث، والضابط أمامه يسأله بحدة:
"احكيلي حصل إيه بالظبط؟"
فيرد بصوت مبحوح: "هو زعقلي وأنا كنت متعصب.. والله العظيم ما كنت ناوي أقتله، دي كانت لحظة شيطان".

تحريات المباحث أكدت أن المشاجرة وقعت بسبب خلاف تافه على جلوس المجني عليه بمدخل المنزل بملابسه الداخلية، ما أثار غضب شقيقه الأكبر الذي فقد السيطرة على أعصابه، وأمسك بسكين المطبخ ليسدد له طعنة نافذة في البطن، أودت بحياته في الحال.

أم ثكلى وقرية تبكي

في بيت العائلة، افترشت الأم الأرض بثوب أسود، وقد اختنق صوتها بالبكاء:
"ضنايا.. واحد مات والتاني اتحبس.. أنا اتدفنت بالحياة"، كلماتها كانت كخنجر آخر يغوص في قلوب الحاضرين.
جاراتها يهمسن بمحاولات فاشلة للتهدئة: "اصبري يا أم محمد، دا قضاء ربنا".
لكن كيف تصبر أم فقدت ابنيها في ليلة واحدة؟

دفن وجنازة صامتة

رجال القرية حملوا جثمان "محمد" إلى مثواه الأخير وسط دموع المئات، بينما اقتيد "محمود" في سيارة الشرطة ينتظره مصير مجهول.
في الخارج، كان الهدوء قد عاد إلى الزقاق، لكنه هذه المرة هدوء من نوع آخر... هدوء يخنقه الحزن ويثقل الهواء، وكأن الجدران تهمس بندم لا يُغتفر.

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found