«سهرة غدر وخيانة».. كيف تحولت ليلة شهوة إلى جريمة قتل مروعة؟

في جريمة مأساوية تقشعر لها الأبدان، تحوّل الغرام المحرّم إلى دماء، بعدما قررت "صفاء" أن تُنهي حياة طليقها "محمود" انتقامًا من قراره بالزواج من فتاة أخرى. جريمة خططت لها بدقة، واستدرجت ضحيتها إلى شقة استأجرتها خصيصًا لتكون مسرحًا لمقتل رجل أحبها يومًا، قبل أن يغدر به حبها ويقضي طعنًا بالسكين.
بداية القصة.. زواج لم يدم طويلًا
في مطلع عام 2020، تزوج الشاب محمود ح. (33 عامًا)، عامل بسيط، من فتاة تُدعى صفاء، وأقاما في شقة متواضعة بمنطقة المعصرة بالقاهرة. لم يمضِ وقت طويل حتى رُزق الزوجان بطفل، لكن الخلافات تسللت مبكرًا إلى حياتهما.
كانت المشكلات المادية الشرارة الأولى، إذ عجز الزوج عن تلبية احتياجات المنزل، لتتصاعد الخلافات حتى انتهت بالانفصال الرسمي، قبل أن يُكمل طفلهما عامه الأول.
لم تمضِ أشهر حتى تزوجت صفاء من رجل آخر، لكنها لم تستطع، رغم زواجها الجديد، أن تنهي علاقتها بطليقها الأول. استمرت اللقاءات بينهما في الخفاء، واستعادت علاقتهما القديمة في الخطيئة، حتى بدا وكأن الطلاق لم يحدث.
الغيرة تتحول إلى حقد
في أحد الأيام، أخبر محمود طليقته بنيّته الزواج من فتاة أخرى. ظنّت أنه يمزح، لكنه صدمها بقوله الحاسم: "خطبت وهتجوز بعد أسبوعين."
كانت تلك الكلمات كفيلة بإشعال نار الغيرة في قلب صفاء، التي ظلت تردد في نفسها:
"بحبه ومش هقدر أشوفه مع واحدة غيري."
ومن تلك اللحظة، لم تعد تفكر في شيء سوى الانتقام.
خطة القتل تبدأ بخدعة
قررت صفاء أن تتخلص من محمود نهائيًا. لكنها احتاجت من يعينها على تنفيذ الجريمة، فاستعانت بـ نجل عمها. ولإقناعه بالمشاركة، نسجت حيلة شيطانية، وأخبرته أن طليقها يحتفظ بصور فاضحة لها ويهددها بها.
اشتعل الغضب في صدره، ووافق على الفور على مساعدتها في قتله. كما انضم إليهما صديق نجل عمها لإتمام المخطط.
قامت صفاء باستئجار شقة سكنية مجاورة لمنزل أسرة طليقها، مقابل 5 آلاف جنيه لمدة أسبوع واحد، لتكون المكان المناسب لاستدراجه دون أن يثير الأمر شكوكًا.
ليلة الجريمة.. "سهرة حمراء" تتحول إلى دماء
في مساء الاثنين 13 ديسمبر 2021، اتصلت صفاء بطليقها محمود، وأخبرته برغبتها في لقائه، في "سهرة حمراء" كالتي اعتادا عليها سابقًا. لم يشك محمود في شيء، ووافق فورًا.
دخل الشقة في تمام الساعة العاشرة مساءً، بينما كان نجل عمها وصديقه مختبئين في غرفة النوم بانتظار الإشارة.
وبمجرد أن دخل محمود الغرفة وبدأ يخلع ملابسه، أمسكت صفاء بهاتفها وصوّرته عاريًا لتؤكد سيطرتها عليه، ثم أشارت لرفيقيها بالخروج.
هاجماه سريعًا، وقيداه بإحكام، وانهالا عليه بـ6 طعنات قاتلة في أنحاء متفرقة من جسده، بينما كانت صفاء تشاهد المشهد الدموي دون رحمة. لم يتوقفوا حتى تأكدوا من وفاته، ثم فرّوا من المكان تاركين جثته غارقة في دمائها.
الفضيحة بعد الموت
لم تكتفِ صفاء بقتل طليقها، بل أرسلت صوره العارية إلى خطيبته التي كان يستعد للزواج منها خلال أسبوع واحد فقط، في محاولة لتدنيس سمعته حتى بعد موته.
لكن الجريمة لم تظل طي الكتمان طويلًا.
فبعد دقائق من فرارهم، صعد نجل صاحب العقار ليتفقد الشقة التي لاحظ أن بابها مفتوح، وبمجرد دخوله، فوجئ بالمشهد المروع: جثة رجل غارق في دمائه داخل غرفة النوم، وبجانبه آثار مقاومة وطعنات نافذة في الصدر والبطن.
على الفور، أبلغ أجهزة الأمن التي هرعت إلى موقع الجريمة.
كشف لغز الجريمة
انتقل رجال المباحث إلى الشقة، وأجروا المعاينة الأولية التي أظهرت أن الجثة تخص محمود ح.، عامل، وأنه توفي نتيجة 6 طعنات متفرقة بأنحاء الجسد.
من خلال التحريات المكثفة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة طليقته صفاء بمساعدة نجل عمها وصديقه.
تم القبض على المتهمة بعد تتبع تحركاتها، وبمواجهتها انهارت واعترفت تفصيليًا بالجريمة، مؤكدة أنها كانت تغار عليه بشدة ولم تحتمل فكرة زواجه من أخرى، فخططت لقتله "حتى لا يكون لغيرها".
نهاية مأساوية لقصة حب محرمة
تحرر محضر رسمي بالواقعة، وأحيل المتهمون الثلاثة إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بحبسهم على ذمة القضية.
وهكذا انتهت قصة حب محرمة بدأت بخيانة وانتهت بخنجر غدر، في واحدة من أكثر الجرائم المأساوية التي شهدتها منطقة المعصرة بالقاهرة، حيث تحوّل العشق إلى دماء، والحب إلى مأساة أبدية.