حب تحول إلى كابوس.. كيف انتهت قصة زواج «صدام» و«إسمه» بجريمة بشعة؟

لم تمر سوى أسابيع قليلة على الزفاف، كانت كفيلة بأن تتحول أيام العسل إلى جحيم لا يُحتمل. داخل شقة صغيرة في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، دبت الخلافات سريعًا بين الزوجين "صدام. م" و"إسمه. س"، اللذين ظن الجميع أنهما يبدآن حياة جديدة عنوانها الحب والاستقرار، لكن القدر كتب نهاية أخرى تمامًا.
تزوج "صدام" من المجني عليها في يناير الماضي، بعد انفصاله عن زوجته الأولى، لتبدأ بينهما الخلافات حول رعاية الأبناء من الزيجة السابقة، والمصاريف، وشكوك دائمة كانت تُشعل الجدال بين الحين والآخر.
ليلة الغضب
في إحدى الليالي المشحونة بالتوتر، تحولت النقاشات إلى شجار عنيف. فقد الزوج أعصابه، وانهال بالضرب على زوجته داخل الشقة التي شهدت فرحتهما قبل أسابيع.
وبحسب اعترافاته أمام النيابة، لم يقصد قتلها، بل كان يريد "تأديبها" فقط، لكن الضرب المبرح أودى بحياتها في دقائق معدودة.
الجيران سمعوا أصوات الصراخ والاستغاثة تتعالى من داخل الشقة، ثم ساد الصمت فجأة. يقول أحدهم في التحقيقات: "سمعنا صوت زعيق وبعدها صويت، وبعدها كل حاجة سكتت خالص...".
بلاغ وجثة في المشرحة
ساعات قليلة كانت كافية لانكشاف الجريمة. هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان بعد بلاغ تلقته شرطة بولاق الدكرور من الأهالي، ليعثر رجال الأمن على الزوجة جثة هامدة داخل غرفة النوم، وآثار الضرب تغطي جسدها بالكامل.
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، حمل رقم 6018 لسنة 2025 جنايات بولاق الدكرور، وتوقيع الزوج نفسه الذي لم ينكر فعلته، مؤكدًا أنه لم يكن يتخيل أن الضرب سينتهي بالموت.
تقرير الطب الشرعي يفضح العنف
أثبت تقرير مناظرة الجثمان وجود كدمات وسحجات وتورمات متعددة بالوجه والعنق والكتفين والذراعين.
أما تقرير الصفة التشريحية فجاء قاطعًا: الوفاة نتجت عن نزيف حاد على سطح المخ نتيجة كدمات شديدة، تسببت في توقف المراكز الحيوية بالجسم، وأكد التقرير أن الإصابات ناتجة عن عنف جنائي حديث وليس عرضيًا.
من القفص إلى الحكم
عقب استكمال التحقيقات، أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
وأثناء جلسات المحاكمة التي ترأسها المستشار حسام محمد جابر، دافع المتهم عن نفسه قائلاً إنه لم يخطط للقتل، وأن الحادث وقع نتيجة لحظة غضب لم يتمالك فيها أعصابه.
المحكمة، وبعد دراسة الملف وتقرير الطب الشرعي، رأت تعديل القيد والوصف من "قتل عمد" إلى "ضرب أفضى إلى الموت"، وأصدرت حكمها بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات بحق الزوج.
نهاية حزينة لقصة لم تكتمل
هكذا انتهت القصة التي بدأت بزفاف بسيط ووعود بالسعادة، وانتهت داخل مشرحة المستشفى.
تحولت الزوجة الشابة إلى جثة هامدة، والزوج إلى سجين ينتظر سنوات خلف القضبان، يواجه ذنبًا لا يُمحى وندمًا لا يزول.