الابن العاق.. قتل والده وعصر عنقه حتى خرجت الدماء من أذنيه

شهدت قرية السفاينة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية جريمة مأساوية هزّت أركان المجتمع، بعد أن أقدم فلاح على قتل والده خنقًا بكلتا يديه إثر مشاجرة نشبت بينهما داخل الأرض الزراعية بسبب خلافات عائلية قديمة. المحكمة قالت كلمتها وأصدرت حكمًا بالسجن المؤبد على المتهم، لتسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي راح ضحيتها أب على يد فلذة كبده.
حكم المحكمة.. السجن المؤبد لقاتل والده
قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة السادسة، برئاسة المستشار ياسر بدوي إبراهيم سنجاب، وعضوية المستشارين مصطفى فوزي حسن عبد الله، وأحمد عمر حسين محمد، وعمرو أبو بكر صالح شعيب، وأمانة سر محمد فرحات، بمعاقبة المتهم «أبو السعود ف.ا»، 50 سنة، فلاح، بالسجن المؤبد، لاتهامه بقتل والده عمدًا مع سبق الإصرار.
وجاء الحكم في القضية رقم 3684 لسنة 2024 جنايات مركز طوخ، والمقيدة برقم 5307 لسنة 2024 كلي شمال بنها، بعد أن تأكدت المحكمة من ارتكاب المتهم لجريمة القتل خنقًا.
بداية الواقعة.. خلافات قديمة تتجدد في الأرض الزراعية
تعود تفاصيل الجريمة إلى يوم 14 ديسمبر 2024، حين كان الأب المجني عليه فهمي السيد فهمي الجزار، يتواجد داخل أرضه الزراعية بقرية السفاينة بمركز طوخ.
وحسب التحقيقات، حضر ابنه المتهم أبو السعود إلى الأرض، ودخل في مشادة كلامية مع والده بسبب خلافات سابقة على ملكية قطعة أرض زراعية.
تطور الخلاف سريعًا إلى مشاجرة عنيفة، دفع فيها الابن والده بقوة ليسقط أرضًا، ثم انقضّ عليه وجثم فوقه، واضعًا يديه حول عنقه، حتى لفظ الأب أنفاسه الأخيرة في مشهد مأساوي.
شهادة شاهد العيان.. “رأيته يخنق والده بيديه”
خلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة لأقوال شاهد العيان إبراهيم عبد الهادي حسن عبد الله، الذي أكد أنه كان متواجدًا في أرضه الزراعية وقت وقوع الجريمة.
وقال الشاهد إن الطفل يوسف إبراهيم عبد الهادي حضر إليه مسرعًا وأبلغه بأن المتهم ممسك بتلابيب والده ويعتدي عليه.
وأضاف الشاهد: “ذهبت مسرعًا إلى المكان، فرأيت المتهم جاثمًا فوق والده يعصر عنقه بكلتا يديه، وكان يخرج من فم المجني عليه رغاوي ومن أذنه دماء، فناديته وقلت له كفاك فقد مات والدك، لكنه زجرني وأمرني بالانصراف.”
وأكد الشاهد أن تصرفات المتهم كانت تدل على نية واضحة في القتل، مشيرًا إلى أن الخلافات بين الأب والابن كانت متكررة منذ فترة طويلة بسبب مشاكل مالية وزراعية.
تحريات المباحث.. نية القتل مؤكدة
أجرت أجهزة الأمن تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الواقعة، حيث توصلت تحريات المقدم مصطفى كامل، رئيس مباحث مركز شرطة طوخ، إلى صحة ارتكاب المتهم للجريمة عمدًا.
وأوضحت التحريات أن المتهم افتعل المشاجرة مع والده يوم الحادث، ثم قام بدفعه أرضًا وجثم فوقه وضغط على عنقه بقوة حتى فارق الحياة.
وأكدت التحريات أن الجريمة لم تكن وليدة لحظة غضب فحسب، بل تمت عن سابق إصرار وترصد، وأن المتهم عقد العزم مسبقًا على التخلص من والده نتيجة الخلافات المستمرة بينهما.
تقرير الطب الشرعي.. الوفاة نتيجة كتم النفس
كشف تقرير الصفة التشريحية أن المجني عليه توفي نتيجة أسفكسيا الخنق الناتجة عن الضغط الشديد على العنق بكلتا اليدين، ما أدى إلى انقطاع الأكسجين عن المخ ووفاة فورية.
كما تبين وجود كدمات وسحجات في منطقة العنق والصدر، تتطابق مع رواية الشهود والتحريات الأمنية.
اعترافات المتهم والتحقيقات القضائية
خلال التحقيقات، حاول المتهم في البداية إنكار الاتهامات، مدعيًا أن والده سقط أثناء المشاجرة دون قصد.
لكن أمام الأدلة القاطعة والشهادة المباشرة، انهار المتهم واعترف بتفاصيل الواقعة، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي القتل، بل فقد السيطرة على نفسه بسبب خلافات قديمة متراكمة.
غير أن المحكمة رأت أن الواقعة تحمل نية القتل العمد، إذ أن طريقة التنفيذ وطول مدة الخنق تؤكد تعمد المتهم إزهاق روح والده.
كلمة العدالة.. “من قتل والده لا رحمة له”
بعد مرافعة النيابة والدفاع، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد، مؤكدة أن الجريمة التي ارتكبها تمثل خيانة للإنسانية ومخالفة للفطرة السليمة، وأن من يمد يده لقتل أبيه لا يستحق سوى أقصى درجات العقوبة.
نهاية مأساوية لعلاقة أب وابنه
هكذا انتهت قصة مؤلمة بدأت بخلاف عائلي وانتهت بجريمة قتل مأساوية في أرض زراعية، راحت ضحيتها حياة أب على يد ابنه، في واقعة تؤكد أن الغضب حين يتحول إلى حقد، يقتل الرحمة ويهدم أقدس الروابط الإنسانية.