قرية هادئة تتحول إلى ساحة دم.. تفاصيل أبشع جريمة زوجية في الشرقية!

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الشرقية، تحولت قرية صغيرة بمركز مشتول السوق إلى مسرح دموي بعد أن أقدمت زوجة على قتل زوجها بمساعدة طليقته السابقة، في جريمة هزّت وجدان الأهالي وأعادت إلى الأذهان سلسلة من الجرائم الأسرية التي أطفأت نور المودة وحولت عش الزوجية إلى ساحة انتقام.
البداية: زواج جديد بعد تجربة فاشلة
بدأت فصول القصة حين تزوج المجني عليه محمود. م. ت.، البالغ من العمر 35 عامًا، ويعمل في إحدى الصيدليات، من إلهام. ع. ح.، بعد أشهر قليلة من انفصاله عن زوجته الأولى فاطمة. م. ح..
الزواج الجديد بدا في ظاهره محاولة لبداية حياة مستقرة بعد تجربة زواج فاشلة، لكن سرعان ما بدأت الخلافات تدب في المنزل الصغير الذي جمع الزوجين.
شهود من الجيران أكدوا أن "الخناقات ما كانتش بتقف"، وأن الزوجين كانا يتشاجران بشكل متكرر منذ الأيام الأولى، حتى بات الجميع يتوقع أن النهاية لن تكون سعيدة.
الشرارة الأولى: صراع على الميراث
وسط هذه الخلافات الزوجية، كان "محمود" يعيش أزمة أخرى تتعلق بالميراث العائلي. فقد دار بينه وبين أشقائه نقاش حول تقسيم أملاك والده، وكانت الزوجة تتدخل باستمرار في تلك الأمور، مطالبةً زوجها بأن يحصل على النصيب الأكبر.
لكن رفض "محمود" لهذا الضغط أشعل غضب زوجته، التي رأت في موقفه ضعفًا، وبدأت تشعر أن وجودها بجانبه لن يعود عليها بالنفع. ومن هنا تحولت العلاقة الزوجية إلى معركة صامتة، تخللتها نوايا خبيثة ورغبة دفينة في التخلص من الزوج.
تحالف شيطاني بين الزوجة والطليقة
بينما كانت الزوجة تُخطط في صمت، ظهرت فجأة في المشهد الطليقة الأولى "فاطمة".
القدر جمع بين الاثنتين — الزوجة الحالية والطليقة السابقة — لكن لم يكن اللقاء وديًا أو بالصدفة، بل اتفقتا على خطة شيطانية لإنهاء حياة "محمود".
تحولت الغيرة القديمة والضغائن إلى حلف دموي بين امرأتين جمعهما هدف واحد: الانتقام من الرجل الذي كان زوجًا لهما يومًا ما.
وفقًا للتحريات، وضعت الزوجة "إلهام" السم في كوب العصير أثناء تناول زوجها وجبة الإفطار، بعدما حرّضتها "فاطمة" على تنفيذ الجريمة. لم يترددتا لحظة، فقد تم إعداد كل شيء بدقة، حتى لا يكتشف أحد ما حدث.
الجريمة: السم طريق إلى الموت
في صباح يوم الواقعة، جلست الزوجة إلى مائدة الإفطار كأن شيئًا لم يكن.
قدّمت لزوجها كوب العصير الممزوج بكمية قاتلة من سم الفئران، وما إن تناول "محمود" رشفة حتى بدأ يشعر بتقلصات حادة وضيق في التنفس، قبل أن يسقط فاقدًا الوعي.
حاولت الزوجة تمثيل مشهد الصدمة، لكنها في الحقيقة كانت تتابع لحظاته الأخيرة بنظرات باردة.
بعد أن تأكدت من وفاته، استعانت بطليقة الزوج وساعدتها في لف الجثة داخل سجادة ووضعها في جوال استعدادًا للتخلص منها بعيدًا عن أعين الجيران والشرطة.
الصدفة تكشف الجريمة
لكن القدر لم يمهل القاتلتين وقتًا كافيًا.
فبينما كانتا تحاولان إخفاء آثار الجريمة، حضرت شقيقة المجني عليه إلى المنزل لزيارته دون موعد مسبق.
طرقت الباب، ولمّا لم يفتح أحد، دخلت لتجد رائحة غريبة تعبق بالمكان، وما هي إلا لحظات حتى اكتشفت الجثة الملفوفة في السجادة داخل إحدى الغرف.
صرخت شقيقة الضحية بأعلى صوتها، فهرع الجيران إلى المنزل، وتجمّع العشرات حوله في مشهد مروّع، بينما أبلغت الشرطة على الفور.
التحقيق والاعترافات
انتقلت قوات مباحث مشتول السوق إلى مكان الواقعة، وتم القبض على الزوجة المتهمة وطليقة المجني عليه في الحال.
وخلال التحقيقات، اعترفت الزوجة تفصيليًا بجريمتها، مؤكدة أن الطليقة حرّضتها وساعدتها في التخلص من الجثة.
أما الطليقة فأنكرت تورطها، لكن التحريات والأدلة أثبتت ضلوعها في التخطيط للجريمة.
وتم تحرير المحضر رقم 2775 جنح المركز، وأُحيلت المتهمتان إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات.
الحكم: العدالة تأخذ مجراها
وبعد مرور نحو عامين على الجريمة، وفي جلسة عقدت في مايو 2015، أسدلت محكمة جنايات الزقازيق الستار على القضية، إذ قضت بإحالة أوراق الزوجة القاتلة إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامها، بعد ثبوت ارتكابها جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.