عائلة تتحول إلى مسرح للدماء.. شاب يقتل شقيقه وزوجة أبيه في المنيا

في قرية هادئة بمركز بني مزار بمحافظة المنيا، تحولت صلة الدم والرحم إلى مأساة صادمة لم يتوقعها أحد. داخل بيت واحد كان من المفترض أن يسود فيه الحب والتفاهم، اندلعت شرارة غضب أزهرت في النهاية جريمة مزدوجة هزّت القرية بأكملها، بعدما أقدم شاب على قتل شقيقه وزوجة أبيه، لتتحول أواصر القرابة إلى دماء وألم.
إحالة المتهم إلى المفتي.. انتظار النهاية المأساوية
في تطور جديد للقضية، قررت محكمة جنايات العدوة إحالة أوراق الشاب، م.ح (23 عامًا)، إلى فضيلة المفتي للمرة الثانية، تمهيدًا لإصدار الحكم النهائي بإعدامه شنقًا. القرار جاء بعد عام من ارتكاب الجريمة، التي شغلت الأهالي لبشاعتها وتعقيد خلفياتها الأسرية.
تفاصيل القضية.. خلافات على الميراث تتحول إلى قتل
تعود أحداث الواقعة إلى يوليو 2024، حين استيقظ أهالي القرية على جريمة قتل مزدوجة داخل منزل واحد. البداية كانت مشادة حادة بين المتهم وشقيقه الأكبر (34 عامًا) بسبب خلافات متكررة حول الميراث وشؤون العائلة.
مع تصاعد النقاش، فقد المتهم أعصابه، وأمسك بسلاح أبيض وطعن شقيقه عدة طعنات قاتلة، منهياً حياته في الحال.
زوجة الأب تدخل.. وتنتهي جثتين في الدماء
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، إذ حاولت زوجة الأب (52 عامًا) التدخل لتهدئة الوضع وإنقاذ شقيق المتهم، لكن الأخير لم يرحمها، وجّه إليها عدة طعنات أدت إلى وفاتها فورًا، قبل أن يغادر المكان تاركًا جثتين غارقتين في الدماء.
ضبط المتهم واعترافاته أمام الشرطة
فور تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالحادث، تحركت قوة من مباحث مركز بني مزار إلى الموقع، وبدأت عملية البحث عن المتهم. بعد ساعات قليلة، تم ضبطه مختبئًا في أحد المنازل المجاورة للقرية.
وبمواجهته، اعترف م.ح تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مبررًا فعلته بخلافات أسرية متكررة أدت إلى فقدانه السيطرة على نفسه، بحسب ما جاء في محضر التحريات.
إحالة القضية إلى الجنايات.. وطلب أقصى عقوبة
أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وطلبت توقيع أقصى عقوبة عليه.
وخلال الجلسة الأخيرة، وبعد استعراض كافة الأدلة وشهادات الشهود وتقارير الطب الشرعي، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى المفتي للمرة الثانية، تمهيدًا للنطق بالحكم النهائي في جلسة مقرر انعقادها الثاني من ديسمبر المقبل.
صدى الجريمة في القرية.. صدمة أهالي بني مزار
بينما ينتظر المتهم النطق بالحكم، لا يزال الحادث حاضرًا في أذهان أهالي القرية، الذين لم يصدقوا حتى الآن كيف تحوّلت خلافات داخل بيت واحد إلى مأساة أنهت حياة اثنين من الأسرة، ودفع بثالث إلى مصير مجهول خلف القضبان، تاركة أثرًا عميقًا في الذاكرة الجماعية للقرية.