مأساة في السادات.. طليق يقتل زوجته السابقة أمام المدرسة ويترك طفليه بلا أم ولا أب

في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، كانت "صابرين م. ح. أ"، ربة منزل في السادسة والعشرين من عمرها، تعيش حياة مليئة بالكفاح والمشقة.
منذ أن انفصلت عن زوجها قبل ثلاث سنوات، قررت أن تتحمل مسؤولية طفليها وحدها دون انتظار عونٍ من أحد. كانت تعمل بالأجر اليومي في مزارع العنب وجمع المانجا، لتوفر لأبنائها احتياجاتهم الأساسية وتضمن لهم تعليمًا جيدًا في مدارس خاصة رغم المصروفات المرتفعة، بينما امتنع طليقها عن دفع أي نفقة أو مساعدة مالية.
صابرين كانت مثالًا للأم التي تضع مستقبل أطفالها فوق كل اعتبار، وتعيش يومها بحثًا عن لقمة العيش وابتسامة أمل من طفليها "محمد" و"ياسين".
انتقال إلى حي جديد وحلم بوظيفة مستقرة
مع بداية العام الدراسي الجديد، انتقلت صابرين إلى حي الزيتون بالسادات لتكون قريبة من عملها ومدارس أبنائها.
كانت تأمل في الحصول على وظيفة ثابتة داخل إحدى الشركات لتأمين دخل شهري يغنيها عن العمل المرهق في المزارع. كانت تحلم بحياة أكثر استقرارًا وأمانًا لأطفالها، لكنها لم تكن تعلم أن القدر يُخبئ لها نهاية مأساوية على يد من كان يومًا شريك حياتها.
بداية المأساة.. ترصّد وانتقام
وفقًا للتحريات، فإن طليقها "رضا. إ. م. ع"، البالغ من العمر 35 عامًا والمقيم بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، كان يعيش حالة من الغضب والغيرة تجاهها.
بعد أن رفضت صابرين السماح له برؤية أطفاله منذ فترة طويلة بسبب خلافات بينهما، بدأ يخطط للانتقام منها.
وفي يوم الحادث، وقف المتهم أمام مدرسة طفليه مترقبًا خروجها، متظاهرًا بالرغبة في رؤية طفله الصغير "ياسين".
لكن اللحظة التي مدت فيها الأم يدها لتُمسك بطفلها تحولت إلى مشهد دموي قاسٍ حين أخرج طليقها سلاحًا أبيض وسدد لها عدة طعنات متفرقة في أنحاء جسدها، أمام أعين المارة ووسط ذهول الأهالي.
صرخات طفل ودماء في الشارع
تجمع الأهالي على صوت صرخات الطفل وصرخات المارة الذين حاولوا إنقاذ الشابة، بينما كان الجاني يحاول الفرار من موقع الحادث.
تم استدعاء سيارات الإسعاف التي نقلت صابرين إلى مستشفى السادات العام وهي في حالة حرجة للغاية، حيث حاول الأطباء إنقاذها لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها البالغة.
لاحقًا، تم نقل جثمانها إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي لعرضها على الطب الشرعي وتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة بدقة.
سقوط القاتل.. والقبض عليه
لم يدم هروب الجاني طويلًا، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد موقعه بدقة بعد جهود مكثفة من فريق البحث الجنائي.
تم ضبط المتهم واقتياده إلى قسم شرطة السادات للتحقيق معه، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، تمهيدًا للعرض على النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في الجريمة التي هزّت الشارع المصري.
لحظات الحزن أمام المستشفى
أمام المستشفى، كانت أسرة المجني عليها تعيش لحظات من الانهيار والحزن العميق.
انفجرت والدة صابرين في البكاء وهي تردد كلمات مؤلمة: "يا ريتها كانت سابت له العيال ومكنش حصل اللي حصل..."
وأضافت الأم المكلومة أن ابنتها كانت تتحمل كل أعباء الحياة وحدها من أجل طفليها، ولم تتوقع يومًا أن يطاردها طليقها لينتقم منها بهذا الشكل الوحشي.
وتابعت قائلة: "كان بيهددها بالقتل، بس هي كانت فاكرة بيقول كده من الزعل.. ما صدقتش إنه ممكن يعملها."
نهاية مأساوية.. وطفلان بلا سند
رحلت صابرين ضحية لجريمة قاسية نفذها من كان يفترض أن يكون حاميًا لأبنائه.
بوفاتها، تركت وراءها طفلين صغيرين يواجهان الحياة بلا أم ترعاهما ولا أب يعولهما، في مشهد يُلخص مأساة أسرية تحولت إلى جريمة دم بسبب الغضب والانتقام.
ولا تزال القضية قيد التحقيق أمام النيابة العامة، بينما يطالب الأهالي والحقوقيون بتغليظ العقوبة على الجناة في جرائم العنف الأسري التي باتت تهدد استقرار المجتمع المصري.