انتصر علي السرطان وقتلة الحقد!!
جريمة في قلب الرحمة.. مهندس ينجو من السرطان ليُقتل على يد ”عديله” بدافع الحقد والغيرة
ومن الحقد ماقتل ..هذه الكلمات تنطبق علي هذه الجريمة البشعة والتي راح ضحينها لقي مهندس في منتصف الثلاثينات من عمره مصرعه طعناً على يد عديله — زوج أخت زوجته — بعد خلاف عائلي بسيط، تحوّل إلى مأساة مروعة كشفت حجم الحقد الذي يمكن أن يحمله إنسان تجاه آخر لم يخطئ في حقه.
الضحية، ويدعى محمود (34 عامًا)، شاب مصري خلوق ومعروف بسيرته الطيبة. كان قد سافر إلى إيطاليا بعد تخرّجه في كلية الهندسة ليبني مستقبله، قبل أن يعود إلى مصر ليستقر ويتزوّج، غير أن القدر كان يُخبئ له رحلة طويلة من الألم والنجاة ثم النهاية المفجعة.
من الألم إلى الأمل.. ثم إلى الغدر
بعد أشهر قليلة من زواجه، اكتشف محمود إصابته بـ سرطان الدم، لتبدأ رحلة علاج قاسية استمرت سبع سنوات كاملة.
تحمّل خلالها جلسات كيماوي مؤلمة، وعمليات معقدة، وغرف عزل امتدت لأسابيع بسبب ضعف مناعته، لكنه لم يستسلم، بل واصل عمله رغم مرضه، مؤمنًا بأن الإرادة تصنع المعجزات.
وفي النهاية، جاء الأمل المنتظر عبر عملية زرع نخاع عظمي ناجحة، تبرع بها والده له، لتبدأ صفحة جديدة من حياته؛ اشترى شقة فاخرة، واستقر مع زوجته، وأنعم الله عليه بمولودة جميلة ملأت بيته فرحًا بعد سنوات من الصبر والمعاناة.

عديل غيور.. وحقد قاتل
لكن هذه السعادة لم تكتمل؛ إذ لم يتركه الحقد في سلام. فقد كان عديله — زوج أخت زوجته — شخصًا غيورًا وحاقدًا، دائمًا ما يطلق تعليقات جارحة وسخرية مستترة عن رزقه بالذرية، ويحاول التقليل من نجاحه واستقراره.
ورغم تجاهل محمود لتلك التصرفات، فإن الغيرة تحوّلت بمرور الوقت إلى كره دفين انتهى بجريمة بشعة.
في أحد الأيام، حدث خلاف بين العديل وزوجته، فذهبت الأخيرة إلى أختها — زوجة محمود — لتقضي عندها يومين حتى تهدأ الأمور.
محمود، بحسن نية، اتصل بعديله ليخبره أن زوجته بخير وستعود قريبًا، فوافق الرجل بهدوء، لكنه كان يُخفي نية مميتة.
جريمة بشعة في شقة تحت التشطيب
بعد يومين، اتصل العديل بمحمود وطلب مقابلته “لنتحدث بهدوء”، فاتفقا على اللقاء في نفس العمارة.
وصل القاتل ومعه سكين أخفاها داخل حقيبته، ثم قال لمحمود إنه يريد التحدث معه على انفراد في شقة تحت التشطيب في نفس الدور.
وما إن استدار محمود حتى انهال عليه بطوبة على رأسه مرتين، فسقط مضرجًا بدمائه وهو يصرخ: “ليه بتعمل فيا كده؟”

هرعت زوجته وأختها وحماته على صوته، وحاولوا إنقاذه، وساعدهم جيران على نقله نحو المصعد لإنزاله إلى الشارع، بينما كان الجاني يهرب عبر السلم.
لكن حين رأى الضحية لا يزال على قيد الحياة، عاد مسرعًا وهو يصرخ “أنا لازم أخلص”، وطعنه 16 طعنة متتالية أمام أعين الجيران، قبل أن يقول بهدوء مخيف:
“أنا خلصت وارتحت.. نادوا الشرطة.”
ثم فرّ من المكان تاركًا خلفه مأساة أسرية لا توصف.
القبض على الجاني وصدمة الاعتراف
لم يدم هروب القاتل طويلاً؛ فقد تمكنت أجهزة الأمن من تحديد مكانه والقبض عليه خلال ساعات.
وخلال التحقيقات، أدلى باعتراف صادم قال فيه:
“ليه محمود يكون عنده كل ده وأنا لأ؟”
عبارة اختصرت مأساة الغيرة والحقد التي أطفأت حياة إنسان نجا من السرطان لكنه لم ينجُ من غدر بشر.
ووفق مصادر قضائية، فإن النيابة العامة باشرت التحقيق وقررت حبسه احتياطيًا على ذمة القضية، فيما يحاول فريق الدفاع الادعاء بوجود خلل نفسي لتخفيف الحكم أو الهروب من عقوبة الإعدام.
القانون لا يرحم.. والمجتمع يطالب بالعدالة
قانون العقوبات المصري واضح في مثل هذه الجرائم، إذ تنص المادة 230 على أن من قتل نفسًا عمدًا يُعاقب بالإعدام إذا كان القتل مع سبق الإصرار والترصد، وهي الظروف التي تتوافر بوضوح في هذه الواقعة.
وفي الوقت نفسه، تتابع النيابة تحريات المباحث الجنائية لتأكيد الأدلة، بينما يطالب الشارع المصري بإعدام الجاني ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يطفئ نور حياة إنسان بسبب الحسد أو الكراهية.
قصة تهز الوجدان
رحل محمود بعد أن نجا من الموت مرات، عاش سبع سنوات يصارع المرض ويزرع الأمل في قلب أسرته، لكنه قُتل غدرًا على يد من كان يظنه قريبًا.
جريمة لا تقتل جسدًا فقط، بل تذبح الإنسانية مرتين: مرة حين يتحول الغل إلى نية قتل، ومرة حين يبرره البعض باسم “الغيرة” أو “الظروف النفسية”.















