المحكمة الاقتصادية ترفض دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي وتؤيد براءته من تهمة السب والتشهير
فصل جديد في أزمة الفنانة عفاف شعيب والمخرج محمد سامي
أصدرت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة حكمًا نهائيًا برفض الدعوى المدنية المقامة من الفنانة عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي، والتي طالبت فيها بتعويض مادي قدره 5 ملايين جنيه، على خلفية اتهامها له بـ السب والقذف والتشهير بها أثناء ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية قبل نحو عامين.
وجاء الحكم بعد مداولات استمرت لأشهر بين الجانبين، لتضع المحكمة بذلك نقطة النهاية في واحدة من أكثر القضايا جدلًا داخل الوسط الفني المصري، والتي شغلت الرأي العام الفني والإعلامي منذ بدايتها.
تفاصيل الدعوى ومضمون الخلاف
تعود تفاصيل الأزمة إلى ظهور المخرج محمد سامي في أحد البرامج الحوارية، حيث أدلى بتصريحات اعتبرتها الفنانة عفاف شعيب "مهينة وتشهيرية"، مؤكدة في دعواها أن تلك التصريحات أضرت بسمعتها الفنية والاجتماعية، وطالبت بتعويض مالي قيمته 5 ملايين جنيه.
إلا أن هيئة الدفاع عن محمد سامي قدمت للمحكمة مستندات تفيد بأن تصريحاته لم تتضمن أي عبارات سب أو قذف صريحة، بل جاءت في سياق فني عام لا يحمل إساءة مباشرة أو قصدًا لتشويه السمعة.
أحكام سابقة وتطورات القضية

يُذكر أن محكمة جنح مستأنف أكتوبر كانت قد قضت ببراءة المخرج محمد سامي من تهمة السب والقذف، بعد أن ألغت حكم أول درجة الذي قضى بتغريمه 5 آلاف جنيه، مع إحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة الاقتصادية للنظر في طلب التعويض.
وبعد مراجعة الأدلة وسماع المرافعات، رأت المحكمة الاقتصادية عدم كفاية الأدلة على وقوع ضرر مادي أو معنوي مباشر، وأصدرت حكمها اليوم برفض الدعوى نهائيًا وتأييد البراءة.
ردود فعل متباينة داخل الوسط الفني
أثار الحكم ردود فعل متباينة داخل الوسط الفني، حيث اعتبر البعض القرار "انتصارًا لحرية الرأي والتعبير"، بينما رأى آخرون أن مثل هذه التصريحات — حتى وإن لم تكن صريحة — يجب أن تخضع لمزيد من الانضباط في الإعلام الفني.
أما من جانب الفنانة عفاف شعيب، فأكد مصدر مقرب منها أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ أي إجراءات قانونية جديدة إذا ما رأت أن الحكم لم ينصفها، رغم احترامها الكامل لأحكام القضاء.
أزمة تكشف عن حساسية العلاقة بين الفنانين والإعلام
تعيد هذه القضية تسليط الضوء على العلاقة الشائكة بين الفنانين ووسائل الإعلام، وما تثيره من أزمات عندما تتقاطع حدود النقد الفني مع الحياة الشخصية أو السمعة العامة.
ويرى مراقبون أن الحكم الأخير قد يكون بمثابة رسالة للفنانين والمخرجين على حد سواء بضرورة ضبط الخطاب الإعلامي، والابتعاد عن التصريحات الجدلية التي تُحوِّل الخلافات الفنية إلى نزاعات قضائية.
الحكم في قضية عفاف شعيب ومحمد سامي لا يُعد مجرد فصل قانوني بين طرفين، بل يعكس توازنًا بين حرية التعبير والمسؤولية الإعلامية، في زمن أصبحت فيه الكلمة تُحدث ضجيجًا لا يقل عن أي مشهد درامي.















