من العمل في التمريض إلى الموت غدرًا.. فصل جديد في مأساة مينا موسى
تنظر محكمة مستأنف شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، غدًا، جلسة النطق بالحكم في استئناف المتهمين على الأحكام الصادرة ضدهما في القضية المعروفة إعلاميًا بـ مقتل الممرض مينا موسى وتقطيع جثمانه، وهي واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام خلال الفترة الماضية.
تفاصيل القضية وأحكام سابقة
كانت محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت حكمها في وقت سابق، بإعدام المتهم الأول، ومعاقبة المتهم الثاني بالسجن المؤبد، بعد إدانتهما بقتل المجني عليه "مينا موسى" وتقطيع جسده والتخلص من أشلائه في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.
وجاء الحكم بعد تحقيقات موسعة استمرت عدة أشهر، كشفت عن تفاصيل صادمة للجريمة التي راح ضحيتها شاب عشريني يعمل في مهنة التمريض.
أقوال المتهمين أمام المحكمة
خلال جلسات المحاكمة السابقة، استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال المتهمين؛ حيث قال المتهم الأول "إبراهيم. ر. ع"، 41 عامًا، ويعمل ممرضًا، إنه يعاني من مرض في القلب ولا يتذكر شيئًا عن الواقعة، محاولًا إنكار مسؤوليته عن الجريمة.
أما المتهم الثاني "مصطفى. م"، فأكد أمام المحكمة أنه بريء من الاتهامات، موضحًا أنه لم يكن يعلم أن صديقه الأول سيُقدم على ارتكاب تلك الجريمة البشعة، وأنه لم يشارك في القتل أو التقطيع.
مرافعة النيابة العامة: جريمة ارتعدت لها الأبدان
وخلال جلسة سابقة، استمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة العامة، التي وصفت الجريمة بأنها "واقعة تقشعر لها الأبدان وتألمت لها النفوس".
وقال ممثل النيابة إن المجني عليه "مينا موسى" شاب في العشرينيات خرج من بلدته بالمنيا بحثًا عن لقمة العيش في مهنة التمريض، لكنه لم يعد إلى أسرته، إذ عاد إليهم جثة ممزقة.
وأضاف أن المتهم الأول، وهو ممرض يفترض فيه الرحمة، خان الأمانة وافتقد الإنسانية، فيما شاركه المتهم الثاني جريمته، واصفًا علاقتهما بـ"صداقة على الإثم والطمع والغدر".
تفاصيل الجريمة كما كشفتها التحقيقات
كشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين قاما باستدراج المجني عليه إلى إحدى الشقق بمنطقة الزاوية الحمراء بحجة العمل، وما إن دخل الضحية حتى اعتديا عليه بقطعة حديدية وسقط مغشيًا عليه.
وبعدها أجبراه على تسجيل مقطع صوتي لأسرته يطلب فيه فدية مالية مقابل إطلاق سراحه، قبل أن يقررا التخلص منه بقتله وتقطيع جثمانه إلى أجزاء باستخدام منشار كان المتهم الأول قد اشتراه من "سوق الخميس" قبل الحادث بثلاثة أيام فقط.
مطالبة النيابة بأقصى عقوبة
وخلال المرافعة، طالب ممثل النيابة العامة بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين، وهي الإعدام شنقًا، مؤكدًا أن الجريمة تمت بتخطيط مسبق وبقسوة غير مبررة، وقال في كلمته: "من قتل يُقتل ولو بعد حين".
وأشار إلى أن المتهمين لم يكتفيا بالقتل، بل قاما بتمثيل الجريمة ومحاولة إخفاء آثارها بتقطيع الجثمان والتخلص من أجزاء منه في أماكن متفرقة.
بلاغ الأسرة وكشف الجريمة
بدأت فصول القضية عندما تقدمت أسرة الممرض مينا موسى ببلاغ إلى قسم شرطة المرج يفيد باختفائه منذ عدة أيام، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث موسع لكشف ملابسات الواقعة.
وأسفرت التحريات عن تحديد هوية الجناة ومكان الجريمة، ليتم العثور على بقايا الجثة داخل ترعة الإسماعيلية، وهو ما قاد إلى القبض على المتهمين وإحالتهما للمحاكمة العاجلة.
جلسة الغد تحسم مصير المتهمين
من المقرر أن تصدر محكمة مستأنف شمال القاهرة حكمها النهائي في القضية غدًا الثلاثاء، بعد استئناف المتهمين على الحكم السابق، وسط ترقب واسع من الرأي العام وأهالي المجني عليه الذين ينتظرون القصاص العادل.











