“حنان وعشيقها”.. نهاية مأساوية لقصة حب محرّمة بدأت في المراهقة وانتهت بجريمة قتل بشعة في مطروح
لم يدرِ "البرنس" أن زواجه الذي انتظره طويلاً سيكون آخر فصول حياته، وأن من اختارها شريكة لعمره ستتآمر عليه مع من كانت تحبه في الماضي. أسبوعان فقط داخل عش الزوجية، كانت كافيين لتحوّل "حنان" حياتهما إلى مأساة، وتنهي زواجها بجريمة قتل هزّت محافظة مطروح.
بداية القصة.. حب قديم لم يمت
تعود تفاصيل الجريمة إلى عام 2013، حين كانت حنان فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تعيش في إحدى قرى محافظة مطروح. هناك، تعرّفت على شاب يدعى محمد السيد، يعمل في مجال صيانة الهواتف المحمولة.
تحولت العلاقة بينهما سريعًا إلى حب قوي امتد لسنوات طويلة، لكن الظروف المادية الصعبة للعشيق حالت دون إتمام الزواج، فرفضت أسرة الفتاة ارتباطها به، لتبدأ بينهما فصول من الفراق والألم.
مرت السنوات، وتقدّم شاب آخر لخطبة "حنان"، يُدعى البرنس، يمتلك عملاً ثابتًا وسمعة طيبة ويكبرها بأربع سنوات. لم تمانع الأسرة، وتم الزواج سريعًا بعد خطوبة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر. ظن الجميع أن "حنان" طوت صفحة الماضي وبدأت حياة جديدة، لكن رسالة واحدة كانت كفيلة بإحياء كل شيء.
"مبروك يا حنان".. الرسالة التي أشعلت نار الخيانة
بعد أسبوعين فقط من الزفاف، تلقت حنان رسالة على هاتفها من رقم مألوف: "مبروك يا حنان".
كانت الرسالة من عشيقها القديم محمد السيد، لتعيد فتح الجراح القديمة وتوقظ مشاعر دفينة، ولكن هذه المرة لم تكن أحاديثهما عن الحب، بل عن الانتقام والتخلص من الزوج الذي أصبح عائقًا أمام عودتهما لبعض.
بدأت المكالمات السرية بينهما تتكرر، واللقاءات تزداد. حتى توصلا إلى خطة شيطانية تضمن لهما التخلص من الزوج دون إثارة الشكوك.
خطة القتل.. منوم في دواء "النزلة الشعبية"
في إحدى الليالي، اشتكى الزوج من نزلة شعبية، فقررت الزوجة استغلال الفرصة. دسّت حبوب منوّم قوية في الدواء الذي كان يتناوله الزوج.
وما إن فقد وعيه واستسلم للنوم، حتى اتصلت حنان بعشيقها: "الوقت جه يا محمد.. تعالى دلوقتي".
لم يتردد العشيق، وصعد إلى الشقة في منتصف الليل. وهناك، داخل غرفة النوم، كانت جريمة القتل تُنفّذ بهدوء تام.
تفاصيل الجريمة.. خنق بالمنشفة ونهاية مأساوية
كشفت التحقيقات الرسمية أن المتهم استخدم فوطة مبللة لخنق الزوج، وأحكم قبضته على عنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما كانت الزوجة تتابع المشهد في صمت، غير عابئة بما ترتكبه من جرم.
هرب العشيق من الشقة، فيما جلست الزوجة تبكي وتصرخ مدعية أن زوجها "فقد الوعي فجأة".
المباحث تكتشف الخداع
وصلت سيارة الإسعاف ونُقل الجثمان إلى المستشفى. ادّعت الزوجة أن الوفاة طبيعية، لكن تقرير مفتش الصحة لم يؤكد ذلك، ما دفع رجال المباحث إلى التحقيق في ملابسات الوفاة الغامضة.
وبتكثيف التحريات، تبين أن الزوجة كانت على اتصال مستمر بعشيقها بعد الزواج، وأن هناك مكالمات ورسائل بينهما في أيام قليلة قبل الجريمة.
وبمواجهتها بالأدلة، انهارت حنان واعترفت بكل شيء، وروت تفاصيل الخطة منذ بدايتها حتى تنفيذها.
اعترافات تفصيلية وإحالة للمفتي
تم القبض على الزوجة وعشيقها، وبمواجهتهما في النيابة العامة، اعترفا تفصيليًا بارتكاب الجريمة، وأُعيد تمثيلها أمام جهات التحقيق وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبعد استكمال التحقيقات، قررت النيابة العامة إحالة حنان إبراهيم ومحمد السيد إلى محكمة الجنايات، التي أصدرت قرارها بإحالة أوراقهما إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهما شنقًا.
نهاية مأساوية لعلاقة محرّمة
هكذا أسدل الستار على واحدة من أبشع جرائم الخيانة الزوجية، التي جمعت بين الهوى والانتقام والخداع، وانتهت بجريمة دماء في ليلة مظلمة داخل بيت حديث العهد بالزواج.
"حنان" التي خاضت طريق الحب في المراهقة، اختتمت حياتها خلف القضبان، بينما دُفن الزوج الذي لم يدرِ أن قلب زوجته يخفي خيانة قديمة انتهت بموته.















