مأساة هزت حيًا بالكامل.. جريمة قتل فتاة بإخفائها داخل شقة مغلقة
في أحد أزقة بولاق الدكرور، سكنت الحركة فجأة، حين بدأت رائحة غريبة ثقيلة تتسلل إلى أنوف السكان. كانت الرائحة كفيلة بكتم الأنفاس، تنبعث من شقة مغلقة منذ فترة طويلة، فتثير القلق والريبة في نفس كل من يمر بالقرب منها.
في البداية، حاول بعض الأهالي تجاهل الأمر، معتقدين أنها مجرد رائحة عابرة، لكن مع ازديادها واستفحالها، لم يجدوا بُدًّا من الاتصال بشرطة النجدة، غير مدركين أن البلاغ البسيط سيكون مفتاحًا لكشف واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها الحي الشعبي.
وصول رجال المباحث واكتشاف الحقيقة المروعة
وصل رجال المباحث إلى الشقة بخطوات حذرة، تحيطهم نظرات القلق من خلف النوافذ. بدا الباب المغلق وكأنه يخفي سرًّا ثقيلًا، وما إن كُسر القفل حتى اندفعت أولى نسمات الهواء من الداخل، لتكشف الحقيقة المروعة التي خنقتها الجدران طيلة الأيام الماضية.
داخل الشقة المغبرة والخاوية، كانت الرائحة أشد نفاذًا مما توقع الجميع. أشار أحد الضباط إلى ركن مظلم في إحدى الغرف، حيث برميل معدني كبير. اقتربوا ببطء، وكلما خطوا خطوة، ازدادت الرائحة نفاذًا، حتى لحظة رفع الغطاء، لتقفز الصدمة على الحاضرين وتجمّد الدم في العروق.
البرميل المروّع: جثة فتاة في حالة تحلل
بداخل البرميل، اكتشف رجال المباحث جثة فتاة شابة في حالة تحلل متقدمة. ساد الصمت المكان للحظة، قبل أن يأمر أحد الضباط بتطويق المنطقة واستدعاء فريق الأدلة الجنائية.
لم يعرف أحد من هي الفتاة، ولا كيف انتهت حياتها بتلك الطريقة المروعة، لكن ملامح الجريمة كانت واضحة: قتل عمد مع سبق الإصرار، ومحاولة لإخفاء الجثة داخل البرميل.
بداية التحقيقات وجمع الأدلة
بدأت التحريات على الفور، وسط حالة من الذهول بين الجيران الذين ظنوا أن الشقة مهجورة. تذكر البعض أن شخصًا له معلومات جنائية كان يستأجرها منذ أشهر، لكنه اختفى فجأة، ولم يكن معروفًا عنه الكثير سوى أنه قليل الكلام، لا يختلط بأحد، ويغلق باب شقته بإحكام كلما دخل أو خرج.
روى بعض السكان أنهم سمعوا أصوات مشادات قبل أيام من اختفائه، لكنهم لم يتدخلوا، فالأمر لم يبدُ لهم خطيرًا آنذاك.
جمع الخيوط والفحص الجنائي
عمل رجال المباحث على جمع كل الخيوط المتناثرة: فحص كاميرات المراقبة في محيط الشقة، واستجواب الجيران والمحيطين بالمكان. ومع كل معلومة جديدة، بدأ الغموض ينقشع تدريجيًا عن خلفية الجريمة ودوافعها.
تم إرسال الجثة إلى المشرحة لتحديد الهوية وسبب الوفاة، بينما تواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتعقب القاتل الذي لا يزال طليقًا.
مأساة حي بأكمله: الرائحة التي كشفت الجريمة
في الخارج، ظل الأهالي مذهولين، يتحدثون همسًا عن الفتاة التي لم يعرفها أحد، وعن البرميل الذي أخفى جريمة لم يستطع أن يخفي رائحتها. المشهد بأكمله اختصر مأساة كاملة، حيث كانت رائحة ثقيلة كفيلة بكشف جريمة هزت ضمير حي بأكمله، لتترك الجميع في صدمة وحيرة كبيرة حول تفاصيل الحادث ودوافعه.















