كشك سجائر يخبئ أبشع الجرائم..الإعدام يهدد توربيني البحيرة بعد سلسلة جرائم خطف وهتك عرض
لم يكن يتصور أحد أن اسم بائع سجائر صغير سيُذكر يومًا مقترنًا بالمشانق، ولا أن كشكًا عاديًا سيقود صاحبه إلى ثلاث قاعات محاكم، وحكمين بالإعدام، وإحالة ثالثة إلى مفتي الجمهورية.
محمد صابر السيد، المعروف إعلاميًا بـ"توربيني البحيرة"، يقف اليوم أمام واحدة من أخطر النهايات القضائية في تاريخ جرائم الاعتداء على الأطفال بمحافظة البحيرة، بعدما تحولت حياته من بائع سجائر عادي في شوارع كفر الدوار إلى متهم بارتكاب سلسلة جرائم صادمة ضد الطفولة.
إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية
في خطوة قضائية نادرة، قررت محكمة جنايات مستأنف دمنهور، الدائرة الثالثة، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في حكم إعدامه في قضية جديدة تتعلق باختطاف الأطفال والتعدي عليهم جنسيًا.
وتعتبر هذه الإحالة الثالثة في سلسلة القضايا، ما يعكس خطورة الجرائم وتكرارها.
جرائم خلف واجهة عادية
لم يكن كشك السجائر الصغير يلفت الانتباه؛ واجهة مألوفة في شوارع كفر الدوار، وبائع يعرفه الأطفال والكبار، يمد يده بعلبة سجائر أو قداحة.
لكن خلف هذه الصورة اليومية، كانت هناك غرفة مغلقة، وكاميرا خفية، ومواد مخدرة، وتهديد وابتزاز وسلاح أبيض، لتتكشف لاحقًا واحدة من أبشع القضايا التي هزت الرأي العام في البحيرة.
تفاصيل صادمة للجرائم
كشفت أوراق القضية أن المتهم استدرج أحد الأطفال بكوب عصير، دس فيه مواد مخدرة أفقدته الوعي لمدة 9 ساعات متواصلة، قبل أن يحتجزه ويعتدي عليه جنسيًا.
وأثبتت التحقيقات أن هذا الأسلوب لم يكن حادثًا منفردًا، بل تكرر مع ضحايا آخرين، مستخدمًا التهديد بالسلاح الأبيض والابتزاز بمقاطع مصورة لإجبار الأطفال على الخضوع لاعتداءاته.
تقارير الطب الشرعي
تأكيدًا للوقائع، جاءت تقارير الطب الشرعي بدمنهور حاسمة، مؤكدة وقوع اعتداءات جنسية وهتك عرض الأطفال المعروضين على المتهم، بما يدعم روايات الضحايا ويغلق الباب أمام أي شك حول الوقائع.
شهادات الضحايا
أحد الضحايا روى تفاصيل ما جرى قائلًا:"بعرور عزمني على عصير وقالي تعالي نلعب بلياردو، بعد دقائق محستش بالدنيا وأغمي عليَّ".
وتابع:"بعد ما فقت لقيته مصورني صور فاضحة، وهددني بيها، وقالي لو اتكلمت هيفضحني".
وأكمل:"سمعت أهلي وهما بيدوروا عليَّ، لكنه فضل حابسني في بيته أكتر من 9 ساعات، ربطني في السرير وقالي لو اتكلمت هفضحك".
قائمة اتهامات ثقيلة
واجه "توربيني البحيرة" اتهامات متعددة، شملت:
-
خطف الأطفال بالتحايل والإكراه
-
هتك العرض بالقوة
-
حيازة سلاح أبيض دون ترخيص
-
السرقة والابتزاز تحت التهديد
-
تعريض حياة الأطفال وسلامتهم النفسية للخطر
الحكم الأول بالإعدام
كانت محكمة جنايات دمنهور، الدائرة الأولى، أول من نطق بالحكم، وقضت بالإعدام شنقًا على المتهم لإدانته بخطف طفل بالتحايل واحتجازه والاعتداء عليه جنسيًا.
الحكم الثاني بالإعدام
ولم تمضِ سوى أشهر، حتى أصدرت محكمة جنايات دمنهور، الدائرة الثالثة عشرة، في 21 أغسطس الماضي، حكمًا ثانيًا بالإعدام شنقًا في قضية أخرى، لإدانته بخطف وهتك عرض ثلاثة أطفال، وابتزازهم وسرقتهم تحت تهديد السلاح.
النهاية على وشك الحسم
بين حكمين بالإعدام وإحالة ثالثة للمفتي، يقف "توربيني البحيرة" عند مفترق طرق قضائي نادر، بينما تظل القضايا شاهدًا قاسيًا على الجرائم التي يمكن أن تُرتكب في الظل، وتكشف كيف يمكن لواجهة عادية أن تخفي وراءها أبشع الوجوه.















