الجمعة 29 مارس 2024 12:26 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

طبول حرب الدولار تقرع

  مدحت البسيوني
 مدحت البسيوني

رغم ان الحرب الروسية الأمريكية التي تجري رحاها حاليا علي الأراضي الأوكرانية لم تضع أوزارها حتي الآن إلا أنها بدات تكشف عن أهم نتائجها التي تمثل أول وأخطر معول هدم لواشنطن بإنهاء هيمنتها علي العالم بإسقاط الدولار من علي عرشه الذي أعتلاه منذ مايقرب من 71عاما عندما ألغي نيكسون أتفاقية بريتون وودز التي عقدت بين 44دولة عقب الحرب العالمية الثانية وأرست نظام مالي عالمي يرتكز علي الغطاء النقدي بالذهب حيث قرر منفردا (وصفها البعض بالخاينة والخداع ) نظام جديد يتمثل في تعويم الأوراق النقدية بضمان قوة أقتصاديات الدول وكان الدولار في ذاك الوقت الأقوي وهكذا استطاعت امريكا ان تخضع الجميع تحت سيطرتها.. إلا أن روسيا وجدت أفضل رد علي العقوبات الأقتصادية أن تعيد النظام المالي الذي اغتصبها الرئيس الأمريكي في عام 1971 عبر الحرب علي الورقة الخضراء بإعتبارها اخطر أسلحة البيت الأبيض التي أستخدمها للسيطرة علي العالم بنظام الدفع بالعملات المشتركة (تبادل السلع والمنتجات بين الدول بالعملات الوطنية) حيث عقدت أتفاقيات مع الصين بموجب هذا النظام الأمر الذي زاد من قلق ومخاوف واشنطن إلا ان روسيا لم تكتف بذلك بل بدأت تعقد صفقات مع دول من آسيا وأفريقيا في هذا الأطار إلا أن الصدمة الكبري التي تلقتها أمريكا أن دول تحالف بريكس (روسيا الصين الهند جنوب أفريقيا والبرازيل) وتمثل 40,/, من سكان العالم وربع ألاقتصاد العالمي بدأت تتطبق نظام العملات المشتركة بينها وقد لقي ذلك ترحيبا واسعا بين العديد من الدول حيث أعلن وزارة الخارجية الروسية في 21مارس الماضي ان هناك 16دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلي مجموعة البريكس منها السعودية _ايران _الجزائر كما أن مصر وقعت اخيرا علي أتفاقية الأنضمام إلي بنك التنمية الجديد للبريكس الأمر الذي ينسحب علي معظم دول العالم في وقت وجيز .. كل هذا المعطيات التي أصبحت حقيقية علي أرض الواقع تؤكد أن روسيا والصين دشنتا عالم متعدد الأقطاب عبر بدء الخطوات الأولي بأسقاط الدولار وهذا لن يكون سهلا ولن يمر مرور الكرام وستقاومه أمريكا بقوة حيث بدأت تشعر بخطورة الموقف الذي تخطي التصريحات إلي التنفيذ علي أرض الواقع مما دفع البيت الأبيض ان يقرع طبول حرب الدولار و يعلن عبر متحدثته الرسمية أن التحول إلي العملات الوطنية هو إنتهاك لحقوق المواطنيين الأمريكين ولم تتوقف عند ذلك بل هددت بإتخاذ عقوبات علي الدول التي تسخدم العملات الوطنية بدلا من الدولار.. والسؤال الآن هل فعلا بدء العد التنازلي للحقبة الأمريكية وبزوغ عالم جديد لايعرف الهيمنة.. أم سيكون للبيت الأبيض قرار آخر يقود العالم إلي حرب نووية للدفاع عن الدولار ؟ هذا ماتجيب عليه الأيام المقبلة .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found