هل يقود تخبط قادة اسرائيل الي حرب جديدة في غزه؟

اصاب التخبط قادة اسرائيل وهو الامر الواضح من الممارسات الامنية داخل الاراضي الفلسطنية ويري محللون سياسيون بأن تهديدات رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي بشن حرب جديدة على قطاع غزة، ستبوء بالفشل خاصة في ظل تزايد وتيرة العمليات في الضفة الغربية وأراضي 48 معتبرين أن العمليات "نقلة نوعية في العمل الفدائي الفلسطيني له ما بعده".
وكان أفيف كوخافي، رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد صرّح، أمس، قد أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لعملية "حارس الأسوار 2".
كما ووجّه، وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، تهديدًا لحركتي حماس والجهاد على خلفية الأحداث في الضفة الغربية قال فيه، إنَّ "حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعرفان جيداً ماذا سيحصل في قطاع غزة إذا ما قامتا بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية".
وأكد المحلل والكاتب السياسي، ذو الفقار سويرجو، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تلقت ضربة أمنية، بعد العمليات النوعية التي حدثت في عمق الكيان وأوقعت عدداً كبيراً من الخسائر".
وقال سويرجو :" إن "هذا الأمر أثار جنون الساسة الإسرائيليين ووضعهم في حالة من التخبط والتضارب في التصريحات فمن جهة هناك من يدعو الى زيادة مسألة التسهيلات ومن جهة أخرى تهديد المقاومة والتصعيد على قطاع غزة".
وأضاف:" إن إطلاق (حارس الأسوار 2)، وقبلها (كاسر الأمواج) التي يستهدف من خلالهما قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل حتى عمليات الاحتواء التي بدأت منذ أشهر أعلنت فشلها وتم ضرب الصورة التي كانت تخطط لها إسرائيل من عمليات التطبيع وكأن التناقض ما بين الإسرائيليين والعرب انتهى المشكلة".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، أن إسرائيل تتعامل مع القضية الفلسطينية بكونها مجرد مشكلة اقتصادية وليست أمنية وسياسية بمعنى التعامل مع القضية الفلسطينية كمعضلة اقتصادية وأن تخفيف العبء الاقتصادي عن الشعب الفلسطيني سيقود الى حالة من الهدوء.
وبين أن هذه التهديديات في ظل التناقض مع ما سمي بالاحتواء لا معنى لها وهي مجرد إرضاء للجمهور الإسرائيلي الذي يعاني من حالة من الرعب بعد العمليات النوعية التي حدثت في الضفة الغربية والداخل المحتل.
ويرى سويرجو أن المجمل العام لهذه التهديديات إنما لتحييد قطاع غزة وحالة الارتباك وعدم القدرة على تشخيص الحالة الفلسطينية واضعاف للسلطة الوطنية الفلسطينية والتعامل معها كوكالة أمنية تتبع لإسرائيل مقابل خدمات ما يسمى أموال المقاصة.
وأكد أنه اذا ما تم التصادم مع قطاع غزة نتيجة القوة المتراكمة التي صنعتها المقاومة الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية سيكون هناك تصاعد مضطرب في العمليات وتوافق ما بين كافة شرائح المجتمع.
من جانبه قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عاهد فروانة :" إن تهديدات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ما هي إلا محاولة من أجل استعادة الردع الذي تراجع كثيرا بعد العمليات الفدائية التي حدثت في الضفة الغربية وأراضي 48".
وأضاف خلال تصريحات صحفية:" إن هناك تدهور في الأوضاع الأمنية وخصوصا في الضفة الغربية ولكن أن تأتي العمليات في الداخل المحتل فهذا قلب الأمور رأسا على عقب لدى دولة الاحتلال خصوصا أنها جاءت متزامنة مع ما يسمى قمة النقب التي حاول الاحتلال من خلالها أن يصل إلى تطبيع مع الدول الغربية وأن يستضيفها في مناطق مختارة بعناية داخل دولته".
وأوضح فروانة أن الاحتلال يحاول تحييد قطاع غزة عما يحدث في الضفة الغربية والداخل المحتل بعديد التسهيلات الاقتصادية والتصاريح التجارية التي يستصدرها لأهل القطاع، ومن ثم التهديد بعملية "حارس الأسوار2" والذي كسر العديد من الأمور التي وضعها الاحتلال في فصل أجزاء المجتمع الفلسطيني وهو الذي لن ينجح به مهما حاول.
وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي أن هذه المؤشرات تدل على أن الاحتلال لن ينفرد بمنطقة معينة في ظل ما نشاهده من اقتحامات لوزراء جيش الاحتلال ومستوطنيه وكذلك عمليات الاغتيال التي تحدث والحصار المفروض على القطاع جميع هذه الأمور تنبأ أن الاشتعال سيكون لكافة المناطق دون تجزئة.
بدوره اعتبر المحلل السياسي، حسام الدجني، أن "هذه التهديديات هي جدية بكل ما تعنيه الكلمة لأكثر من اعتبار، الاعتبار الأول قراءة التصعيد أو العمليات التي تشهدها إسرائيل هي قراءة مخيفة وانتقالها الى الداخل المحتل أو باتجاه القدس أو الضفة الغربية".
وتابع" إنه وبحسب قراءة استخباراتية أمنية إسرائيلية في حال توجيه ضربة الى غزة فمن الممكن أن تهدأ جبهة الضفة والداخل المحتل، وإذا ثبتت هذه الرؤية بشكل صحيح فهذا معناه أننا في اتجاه مواجهة شاملة ".
وأوضح الدجني، أن التجارب السابقة تقول أنه عندما كانت المواجهة مع الضفة الغربية والداخل وانتقل التصعيد الى قطاع غزة هدأت ساحة الضفة والقدس وواضح أن غانتس ورئيس أركانه كوخافي وضعوا تصريحاتهم ضمن هذا الإطار.
وبين أن إسرائيل تسير حسب حسابات مدروسة فهي الأن تختار ما بين الدخول في مواجهة مع غزة أم اشتعال المقاومة في الضفة، الا ان هذه الاعتبارات ستبوء بالفشل لان أي مواجهة لن تكون الا متكاملة الأطراف والشرائح.
ويرى المحلل السياسي أن الأصل أن تترك غزة الآن وأن تكون ضمن إطار المقاومة الشعبية من مظاهرات واستنكارات والمسيرات وتلتحم مع الضفة الغربية ضمن هذا المسار أما الدخول في مواجهة وإطلاق صواريخ فإن الأمور ستتجه الى ما حدث سابقا وتنتهي الانتفاضة في الضفة والقدس وتشتغل في غزة وهو ما تريده إسرائيل