حوادث اليوم
الإثنين 30 يونيو 2025 09:26 مـ 5 محرّم 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

رفضت الرجوع فقتلها وقتل أختها.. مأساة امرأة مطلقة على يد طليقها في بني مزار تهز المنيا

الضحية
الضحية

شهد مركز بني مزار بمحافظة المنيا جريمة بشعة تقطع القلوب وتكشف وجها قبيحا للعنف ضد المرأة حيث أقدم رجل على قتل طليقته وشقيقتها بدم بارد داخل منزل أسرتها فقط لأنها رفضت العودة إليه

عادت إلى بيت والدتها في محاولة لبدء صفحة نظيفة خالية من الذل والإهانة

الضحية سيدة مطلقة في مقتبل عمرها كانت تحاول لملمة جراحها وبناء حياة جديدة بعد تجربة زواج قاسية اختارت أن تنهيها بكرامتها وعادت إلى بيت والدتها في محاولة لبدء صفحة نظيفة خالية من الذل والإهانة

لكن الطليق لم يتحمل فكرة أن تتركه وأن تملك قرارها وتتحرر من سلطته لم يعد ليطلب السماح أو يعرض فرصة جديدة بل عاد مسلحا برصاصة خيانة وغدر وكأن الكرامة رجولة ممنوعة

اقتحم بيت والدتها البسيط وقام بإطلاق النار على طليقته

وفي لحظة ملوثة بالانتقام اقتحم بيت والدتها البسيط وقام بإطلاق النار على طليقته أمام أعين أمها المفجوعة ثم وجه رصاصته الثانية نحو شقيقتها التي كانت تتواجد في المنزل

انتهت حياة فتاتين في لحظة لا تعرف الرحمة فقط لأن أحدهم قرر أن الكرامة جريمة وأن الرفض جريمة وأن استقلال المرأة خطر لا يُغتفر

جريمة في وضح النهار

الصرخة الوحيدة التي بقيت في المكان كانت صرخة الأم وهي ترى ابنتيها غارقتين في دمائهما والقاتل يفر بجريمته وسط صدمة الجيران وأهالي المنطقة الذين لم يصدقوا أن جريمة بهذا الشكل يمكن أن تحدث في وضح النهار

تم إخطار الأجهزة الأمنية التي انتقلت على الفور إلى موقع الحادث وتمكنت من ضبط المتهم بعد مطاردته وسلاح الجريمة بحوزته وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة

ساحة غضب ودعوات للقصاص العاجل من الجاني

التحقيقات الأولية أكدت أن الدافع وراء الجريمة هو رفض الضحية العودة إلى طليقها بعد أن تعرضت للإهانة والتعنيف خلال فترة زواجهما وهو ما دفعها لطلب الطلاق والسعي نحو حياة جديدة مستقلة

لكن القاتل لم يتحمل أن تكون المرأة صاحبة قرار فاختار إنهاء حياتها لا لشيء إلا لأنها قررت أن تحفظ كرامتها وتعيش دون خوف

وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة غضب ودعوات للقصاص العاجل من الجاني حيث أعرب آلاف المتابعين عن حزنهم العميق مما حدث واعتبروا الجريمة صفعة جديدة على وجه المجتمع الذي لا يزال يشرعن العنف الذكوري تحت ستار الحب والغيرة

خلل في المفاهيم التي تحكم علاقات بعض الأزواج

هذه الجريمة لم تكن مجرد حادثة قتل بل هي رسالة خطيرة تكشف عن مدى الخلل في المفاهيم التي تحكم علاقات بعض الأزواج بزوجاتهم والتي تعتبر المرأة ملكية خاصة لا يحق لها الرفض أو الاختيار

ولذلك فإن القضية لم تعد فقط جنائية بل أصبحت قضية رأي عام تحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع والقانون والإعلام للتأكيد على أن كرامة المرأة ليست محل تفاوض وأن رفضها لا يجب أن يكون رخصة للقتل

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found