حودة بندق.. شهيد الشهامة الذي أنقذ روحًا وذهب إلى ربه

في مشهد مؤثر يهز القلوب ويُلهب المشاعر، ودّعت مدينة جرجا بمحافظة سوهاج ابنها الشاب الخلوق محمود سعود، المعروف بين أصدقائه ووسط مجتمعه بـ"حودة بندق"، والذي رحل عن دنيانا بعد موقف بطولي سيبقى محفورًا في الذاكرة.
تطوّع حودة للتبرع بالدم لمصاب كان في حالة حرجة
الواقعة بدأت حين تطوّع حودة للتبرع بالدم لمصاب كان في حالة حرجة، فأصرّ على أن ينقذه دون تردد، مؤمنًا بأن "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا". وبعد أن قام بواجبه الإنساني النبيل، أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية عقب التبرع، ولم تفلح محاولات إنقاذه، ليسلم روحه الطاهرة إلى بارئها.
لم يعرف سوى طريق الخير، ودّع الدنيا بابتسامة الشهامة
شاب في ريعان العمر، لم يعرف سوى طريق الخير، ودّع الدنيا بابتسامة الشهامة، ليكتب نهاية عمره بسطور من نور، ملؤها التضحية والإيثار، رافعًا اسمه بين من سُطرت أسماؤهم في سجل الخالدين.
مشهد الجنازة كان مهيبًا، والدموع لم تُفارِق عيون أهله وأحبّته، الذين رغم الألم فخورون بأن ابنهم ذهب إلى ربه وقد أنقذ نفسًا من الهلاك، في زمن ندر فيه من يُضحّي لأجل الآخرين.