وفاة 5 أشقاء في ظروف غامضة تهز قرية دلجا بالمنيا

استفاقت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، على واقعة مأساوية مفجعة، بعدما لفظ خمسة أطفال أشقاء أنفاسهم الأخيرة خلال أيام متفرقة، في ظروف غامضة أثارت الرعب والحزن بين الأهالي.
بداية الكارثة: أعراض واحدة ونهايات متشابهة
بدأت المأساة عندما استقبل مستشفى ديرمواس المركزي طفلًا متوفى وخمسة آخرين من نفس الأسرة يعانون من أعراض مرضية متشابهة، شملت القيء وارتفاع الحرارة.
رغم محاولات الأطباء إنقاذهم، توفي الأطفال محمد، ريم، وعمر في اليوم الأول، بينما أُدخل شقيقهم أحمد إلى العناية المركزة، لكنه فارق الحياة لاحقًا، لتكون الحصيلة 4 ضحايا في أقل من 48 ساعة.
جنازات مفجعة وقرية في صدمة
خيم الحزن على القرية بعد تشييع جثامين الأشقاء الثلاثة الأوائل في جنازة مؤلمة. وسادت حالة من الفزع والخوف بين الأهالي، خاصةً مع تداول أنباء عن الاشتباه في الإصابة بالالتهاب السحائي، ما أثار الذعر بين السكان.
وزارة الصحة تنفي وجود عدوى معدية
أصدرت وزارة الصحة بيانًا رسميًا نفت فيه إصابة الأطفال بالالتهاب السحائي، وأكدت أن الوفيات لم تكن نتيجة مرض معدٍ، وشددت على أنه لا يوجد ما يدعم هذه المزاعم من الناحية الطبية، مرجحة أن تكون الأسباب غير معدية مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي.
التحقيقات تبدأ.. وتحفّظ على الأب والأم
بالتزامن مع تصاعد الشكوك، أمرت النيابة العامة بالمنيا بالتحفظ على جثة الطفل أحمد داخل مشرحة المستشفى، كما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على والدي الأطفال، وتم استجوابهما بشأن الساعات الأخيرة قبل وفاة أبنائهما.
ونُقلت الطفلتان الناجيتان "فرحة" و"رحمة" إلى مستشفى السموم بالمنيا لتلقي العلاج، كما أمرت النيابة بالتحفظ عليهما ومنع تسليمهما للأسرة، إلى حين ظهور نتائج التحاليل والتقارير الطبية.
مفاجأة مأساوية: وفاة الطفلة الخامسة
بعد أيام من وضعها تحت الرعاية، خرجت الطفلتان "رحمة" و"فرحة" من المستشفى للإدلاء بأقوالهما أمام النيابة، إلا أن الحالة الصحية لـ "رحمة" تدهورت فجأة، وتم نقلها إلى مستشفى ملوي التخصصي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، لتصبح الضحية الخامسة من العائلة.
الغموض مستمر والقرية تكتسي بالسواد
حتى الآن، لا يزال سبب الوفاة غامضًا، وجرى التحفظ على جثمان "رحمة" لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية والتشريح. في الوقت نفسه، تواصل النيابة العامة التحقيق، في حين يجري فريق البحث الجنائي تحريات موسعة لكشف الحقيقة.
وداعًا براءة الطفولة
ودّعت قرية دلجا خمسة من أنقى أرواحها، وسط حالة من الصدمة والذهول، بينما تسود مشاعر الخوف من أن يكون وراء الكارثة جريمة مدبّرة، أو تسمم غامض لم تُكشف خيوطه بعد.