المصريون يرقضون البلطجة والداخلية تستجيب
الفصل الاخير من قصة شهاب : بين ”الشخرة دي عادي” و”المجتمع مش لعبة”.. سائق توك توك في قبضة العدالة

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة بقضية سائق التوك توك الشاب المدعو "شهاب"، بعد الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين على خلفية واقعة اعتداء صادمة على دكتور جامعي في الشارع، ليتحول الحادث من مجرد مشاجرة مرورية إلى قضية رأي عام بين تعاطف غير مبرر، وغضب مشروع.
"شهاب مؤدب.. شارب مني بالملعقة"!
منذ لحظة النطق بالحكم، ظهرت أسرة شهاب أمام الكاميرات تدافع عنه بكل ما أوتيت من عاطفة، لا من منطق.
فوالده صرخ قائلاً: "ابني متربي ومؤدب، وأنا سمكري بصرف عليه وتعليمه من عرق جبيني!"، بينما قالت والدته: "كل اللي حصل عشان المفك.. كنا بنصلّح كوتش التوك توك"، وأضافت: "ابني شارب مني الأدب بالملعقة!".
وفي واحدة من أغرب التصريحات، قال شهاب نفسه في التحقيقات:
"الشخرة دي عادي يا باشا.. إحنا بنتخانق كده دايمًا في الشارع!".
أما الجيران، فخرجوا يقدمون شهادات تبدو وكأنها مرتبة مسبقًا: "عيل محترم، ومكنش يقصد، وهو طيب من جواه".
ولكن، هناك وجه آخر للقصة يحب ان يعلمة الجميع
صاحب الواقعة المعتدي علية لقظيا هو الدكتور محمد عبد الجواد، أستاذ جامعي وضحية الواقعة، خرج أخيرًا عن صمته، مؤكدًا أن هدفه لم يكن مطلقًا التشهير أو السعي للترند كما روجت بعض الصفحات بل كان يسعى لحماية الشارع من عنف بدأ ينتشر في المجتمع ويهدد الجميع.
وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي تامر أمين، كشف الدكتور عبد الجواد تفاصيل الحادث قائلاً:
"كنت ماشي بعربيتي بهدوء، وفوجئت بتوك توك يقوده شاب بتهور بين السيارات. خبط عربيتي فعلاً، فنزلت أتكلم معاه وأوعيه، لأن دي مش أول مرة أشوف شباب بيركبوا التوك توك ويستسهلوا العنف، لكن المفاجأة إنه طلع أداة حادة وبدأ يزعق ويحاول يعتدي عليّا، وساعتها بدأت أوثّق اللي بيحصل بالموبايل".
وأضاف:
"أنا لا عايز أطلع في برامج، ولا أتشهر على حساب حد، بس مينفعش كل ما عيل يغلط نلاقي الناس بتقلبها مأسوية ويقولوا أصله طيب!" وبيجري علي أخواته وبياكل عيش.
بين القانون والتواطؤ الاجتماعي
ما جرى في قضية "شهاب" يطرح أسئلة خطيرة عن مفهوم التربية، والمسؤولية، ودور الأسرة والمجتمع في تبرير الانحرافات تحت شعار "لسّه صغير" أو "مكنش يقصد".
فإذا كان الاعتداء على مواطن لمجرد التوجيه والنصيحة "شيء عادي" كما قال الجاني، فإلى أين يمضي هذا الشارع؟
وإذا أصبح كل من يتجاوز حدوده محميًا بأب وأم وجار يقولون "ما يقصدش"، فمن يحمي المجتمع؟ ومن يرد الاعتبار للضحية في نفس الوقت؟
الحكم عنوان الحقيقة
الحكم على شهاب بالسجن سنتين لم يكن انتقامًا، بل تطبيقًا للقانون فالمحكمة لم تتأثير نكا يقال هنا او هناك.
وكان رسالة واضحة من الدولة:
"من يعتدي على غيره، مهما كانت دوافعه أو ظروفه، سيحاسب بالقانون".
لقد أظهر القضاء المصري في هذه الواقعة أن حماية كرامة المواطن أهم من التلاعب بالعواطف، وأن التراخي أمام مظاهر العنف في الشارع لن يكون بعد الآن خيارًا وهو مايضع ثقلا كبيرا علي رجال وزارة الداخلية طالما البيت مش عارف يربي -الحكومة تربي ويقف خلف هذة الدعوة المصريين جميعا رفضا لسلوك البلطجة التي تتصدي له وزارة الداخلية بكل حسم .
الشوارع تحتضن الخير والشر، العقل والانفلات
في مصر، لا تزال الشوارع تحتضن الخير والشر، العقل والانفلات، لكن حين تصبح "الشخرة" أسلوب حوار، و"المفك" أداة تفاهم، فالصمت جريمة، والمحاسبة ضرورة.